أكد وزير الاتصال محمد السعيد بأن تنمية التجربة الإعلامية في بلادنا جزء لا يتجزأ من الحرص على تنمية التجربة الديمقراطية، لأن الإعلام يظل كما قال أحد أركان أي نظام ديمقراطي ووسيلة أساسية من وسائل تنمية الثقافة الديمقراطية في أي مجتمع. جدد وزير الاتصال خلال الكلمة التي ألقاها أمس بقصر الثقافة مفدي زكرياء بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة التي تزامنت هذه السنة والاحتفالات بخمسينية الاستقلال حرص الدولة الجزائرية على تطوير مهنة الصحافة وتهيئة المناخ الملائم لذلك والذي يكون كما قال «باستكمال وضع النصوص التشريعية وإصدار المراسيم التنفيذية، وبدعم كل المبادرات الخلاقة التي من شأنها أن تضيف قيمة مضافة للصحفي». ودعا في هذا الإطار الصحافيين الجزائريين إلى تنظيم أنفسهم ضمن هياكل وأطر قانونية تسمح لهم بالمساهمة في الورشات الخاصة بإعادة تنظيم قطاع الاتصال، كما طلب من الأسرة الإعلامية الوطنية تنظيم نفسها ضمن أطر قانونية، حتى تساهم في ورشات العمل المفتوحة لإعادة تنظيم قطاع الاتصال و«المضي به في تكريس ثوابت الأمة والمساهمة بكل فعالية وبروح مسؤولية في كل المسائل التي تستدعي النقاش والإثراء». وأضاف في معرض حديثه عن حرية الصحافة أنه «لا سبيل إلى ذلك إلا بترقية روح المواطنة ونشر ثقافة الصالح العام وتعزيز الممارسة الديمقراطية والتصدي لكل الآفات والأمراض الاجتماعية بالنقد البناء»، مبرزا بأن الارتقاء بحرية الصحافة إلى مصاف المستويات التي بلغتها في أعرق الديمقرطيات، «يبقى مرهونا بمدى تطور ذهنيات المتعاملين مع قطاع الاتصال ودرجة استعدادهم، للتكيف مع المستجدات». كما أبرز أهمية «التمسك المستمر بتكوين الصحافيين وحسن استغلال المعلومة بكل مسؤولية وفقا للمعايير الأخلاقية والمهنية التي تتعارض مع الإثارة والتهريج»، وألح الوزير في كلمته على ضرورة «إدراك الصحافيين للتحديات المحدقة بهم وسعيهم لمواكبة تطلعات شعبهم في بناء منظومة إعلامية متجانسة ومتكاملة تكون بمثابة المرآة العاكسة لواقعه واللسان المعبر عن طموحاته». وعرج وزير الاتصال، على مختلف المراحل التي مرت بها الصحافة في الجزائر، ليتوقف في كل محطة من المحطات للتذكير بالجهود المضنية والتضحيات الجسام التي قدمها أصحاب مهنة المتاعب، حيث عبر عن كامل التقدير والتكريم للرعيل الأول الذي ما يزال البعض منهم على قيد الحياة، وترحم على الذين غادروا هذا العالم قائلا: «هؤلاء كتبوا صفحات في تاريخ هذه المهنة النبيلة، سواء ابان الاستعمار الطويل أو أثناء حرب التحرير المباركة أو غداة الاستقلال، هؤلاء أخلصوا لجهود الأمة فيما كتبوه من مقالات وأتوه من أعمال واتخذوه من مواقف لنصرة الأمة، وأضاف أن حق هؤلاء علينا تخليد ذكراهم بترسيم يوم وطني للصحافة، وهو القرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في الرسالة التي وجهها بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة بترسيم تاريخ 22 أكتوبر يوما وطنيا للصحافة أسوة بالفئات المهنية والاجتماعية الأخرى. النصوص التطبيقية لقانون الإعلام قيد التحضير وكشف وزير الاتصال أن النصوص التطبيقية الخاصة بقانون الإعلام لسنة 2012 توجد قيد التحضير، وذلك خلال تصريح له على هامش الحفل الذي نظم على شرف الصحافيين، مطالبا إياهم بتنظيم أنفسهم، وتشكيل نقابة تمثلهم، وتذود عنهم في طرح انشغالاتهم، وبحث الحلول لها في إطار منظم، وتسير الأمور على ما يرام، وهو المطلب الذي ما فتئ يكرره المسؤول الأول على القطاع كلما جمعه لقاء مع أسرة الإعلام. .. ويترحم على أرواح الضحايا بساحة حرية الصحافة ترحم وزير الاتصال، محمد السعيد، أمس، رفقة وزراء ومسؤولي المؤسسات الاعلامية وجمع من الصحفيين بساحة حرية الصحافة بشارع حسيبة بن بوعلي على أرواح الصحفيين وعمال الإعلام الذين اغتالتهم يد الإرهاب في الفترة الممتدة ما بين 1993 1998. جاءت الوقفة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة اعترافا وتخليدا لشهداء الواجب الذي فرضته مهنة المتاعب في وقت عصيب مرت به الجزائر أرادت فيها يد الإرهاب أن تغتال صوت الكلمة وإطفاء شموع المعلومة الذين دفعوا حياتهم في سبيلها بعد أن آثر البعض الفرار. ووضع وزير الاتصال خلال الوقفة الترحمية التي حضرها عدد من أقارب ضحايا المهنة باقة من الزهور على النصب التذكاري المخلد لأرواح الصحافيين وعمال المهنة الذين تم اغتيالهم خلال العشرية السوداء، والذين قال عنهم المسؤول الأول عن القطاع عند تبادله أطراف الحديث مع أهاليهم بأنهم مفخرة الجزائر وأنهم يحتلون مكانة الشهداء. يأتي الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة والتعبير، في وقت تعرف فيه الساحة الإعلامية بالجزائر التحضير لفتح قطاع السمعي البصري لمواكبة التطورات الحاصلة في هذا المجال. ...ويطلق تسمية الوفد الإعلامي ضحية سقوط طائرة بهانوي على شارع بحي سعيد حمدين أشرف وزير الاتصال محمد السعيد زوال أمس الأول، على إطلاق تسمية الضحايا ال15 لحادثة سقوط طائرة الوفد الإعلامي بهانوي في الثامن مارس 1974 الذين كانوا في مهمة لتغطية زيارة الرئيس الراحل هواري بومدين إلى الفيتنام، على شارع بحي سعيد حمدين، بحضور سفير الفيتنام بالجزائر إلى جانب عائلاتهم وزملاءهم. ولاقت المبادرة التي تمت تحت إشراف المسؤول الأول على قطاع الاتصال استحسان عائلات الضحايا وزملائهم، وفي هذا السياق أكد حسان حركات شقيق حركات الطيب مصور بالمحافظة السياسية للجيش الوطني الشعبي في تصريح ل«الشعب»، بأنها تعتبر «مبادرة جيدة، شاكرا الأسرة الإعلامية التي تبقى مرفوعة الرأس»، ولم يفوت المناسبة للتذكير بأن شقيقه كان «يستعد لعقد قرانه في الشهر الموالي للمهمة أي في أفريل». من جهته أول مسؤول قسم الربورتاج بالتلفزيون، ممثلا في شخص محمد قرطال الذي كان من المفروض أن يكون ضمن الوفد المرافق للرئيس الراحل هواري بومدين، قال ل«الشعب»، «الحمد لله أن الحكومة الجزائرية تذكرت الضحايا، أبناؤها شهداء الواجب الوطني»، وأفاد «رغم مرور 40 سنة، إلا أن المبادرة تفرحنا، وجمعتنا كما في السابق». وأفاد الصحافي مراد بوسوسة بأن تسمية الشارع تأتي بعد مرور 39 سنة كاملة عن الحادثة، مضيفا القرار يعود إلى وزير الاتصال محمد السعيد، الذي أعلن عنه في منتدى جريدة «الشعب» الغراء، أنا شخصيا مسرور بالمبادرة لا سيما وأنها تأتي عشية الاحتفال باليوم العالمي لحرية التعبير. وعبر باديس قدادرة أحد قدماء الصحافيين بيومية «الشعب»، عن اعتزازه بالصحافيين الجزائريين، مؤكدا «لدينا شهداء انتقلوا إلى رحمة الله وحجزوا لنا موقعا في مربع الشهداء، فيه يرقد شهداء ثورة التحرير، وشهداء الواجب الوطني، فلا أحد يزايد علينا»، وأضاف في نفس السياق «قدمنا من أرواحنا ودمائنا وأقلامنا، حادثة الطائرة تذكر بالدور الطلائعي الذي أداه الأوائل». وبعدما ذكر بالدموع التي ذرفها الرئيس الرحل اثر اطلاعه على الفاجعة من قبل مسؤول الأمن الرئاسي الجنرال صادق وفق ما أكد قدادرة، أكد بأن الإعلاميين استبشروا خيرا بوزير الاتصال الذي كان إعلاميا بامتياز للإفراج عن مشاريع اعتماد الصحف الذي عاد للوصاية بعدما كان يقع ضمن صلاحيات وزير العدل. وكان وفد الصحفيين الجزائريين المكلف بمهمة في الفيتنام يضم كل من أحمد عبد اللطيف (صحفي) ومحمد طالب (مصور) بوكالة الأنباء الجزائرية وصالح ديب وعبد الرحمن قهواجي ومحمود ميدات (صحفيون بالإذاعة والتلفزة الجزائرية سابقا) ومصطفى كبوب وعبد القادر بوجنية ومحمد بكاي ولعرج بوتريف (مصورون بالإذاعة والتلفزة الجزائرية سابقا) ورابح حاند وسبتي مواقي (ملتقطا الصوت بالإذاعة والتلفزة الجزائرية سابقا). كما كان يضم الوفد كل من محمد صحراوي والطيب حركات (مصوران) بجريدة «الشعب» والمحافظة السياسية للجيش الوطني الشعبي وجيلالي جدار (ملحق بمديرية الإعلام برئاسة الجمهورية) ومحمد طاع الله مدير فرعي برئاسة الجمهورية. وكانت السلطات الفيتنامية قد أقامت نصبا تذكاريا لهؤلاء الصحفيين بمدينة هانوي.