أوضح أستاذ التاريخ بجامعة معسكر بشير حمايدي أنّ المذكرات الجامعية التي تناولت مجازر الثامن ماي 1945، كانت ذات طابع سياسي وبعيدة عن المعطيات التاريخية الحقيقية، وحسبه فإنّه عند قراءة الرسائل الجامعية نجد فيها عدم تحميل المسؤولية لأي طرف عند الحديث عن حزب الشعب الجزائري أو فرحات عباس وغيرها من الأحداث، أي تغليب العموميات على الخصوصيات. كما نجد في الكتابات تغليب طابع على آخر في مرحلة من تاريخ الجزائر المستقلة، أضاف يقول. وأشار الأستاذ الجامعي في حديث ل ''الشعب'' أنّ مجازر 8 ماي 1945، ارتكبت بنية مبيتة من الاستعمار الفرنسي الذي حضر للعملية وتحرك بقواته جوا وبرا نحو الشرق، فالاستعمار جريمة في حد ذاتها. ويرى بشير حمايدي وجوب توجيه التاريخ نحو كيفية بناء الأمة بعزة، والبحث عن مسار توجهنا بدل الحديث عن تجريم الاستعمار دون القيام بخطوة الى الأمام. ودعا إلى الكف عن التلاعب بالتاريخ واتخاذه مطية، قائلا أنّه يجب إخراج رجال حقيقيين بعيدين عن خدمة الذات، وأن يكون تصورهم وفقا لما سطّرته مبادئ الفاتح نوفمبر 1954، عبر البناء الحضاري للجزائر واسترجاع الماضي وأرشيفنا الذي تتلاعب به فرنسا. وفي هذا السياق، أكّد الأستاذ الجامعي أنّ الثامن ماي 1945 لا يمكن أن يفقد قيمته لأنّه يذكّرنا بأسلوب التعذيب القاسي الذي كان يعانيه المناضلون، والذي يعد جزءا من ماضي الجزائريين، رغم سياسة المستعمر الفرنسي في المجزرة فقد بقي الشعب الجزائري متمسّكا بوطنيته واستقلاليته. وأبرز في هذا الاطار، أنّ بعض الكتابات الأمريكية والأوروبية أشارت إلى مجازر 8 ماي في كتاباتها للضغط على فرنسا الاستعمارية، في حين هناك محاولات ناقصة بسبب غياب المخطوطات حتى ولو كانت الروايات الشفهية المتناقلة، التي تمثل محطة من المحطات التاريخية إلاّ أنّها قال الأستاذ الجامعي تبقى ناقصة وكأنّنا نريد لتيار ما أخذ مكانه، فلا يجب أن نبرئ فرنسا لأنّ مجازر 8 ماي تعتبر نقطة سوداء ووصمة عار في جبين المستدمر الفرنسي .