عبّر الشيوخ المسنون والمعوقين (رجالا ونساء) الذين جمعتهم دار الشيخوخة الكائنة بتراب غابة الريش الواقعة غرب وسط عاصمة ولاية البويرة عن تفاؤلهم وارتياحهم العميقين للاهتمام الذي أولاه إياهم السيد علي بوڤرة والي الولاية الجديد، وذلك بعد إشرافه بحضور السلطات المدنية والعسكرية نهاية الأسبوع بدار الشيخوخة على توزيع عدة هدايا ذات قيمة وجودة رفيعة لهذه الفئة المهمشة من المجتمع والمتمثلة في البرانيس، فضلا عن برانيس أخرى وأحذية من إهداء مدير الشؤون الدينية والأوقاف والأغطية للهلال الأحمر الجزائري ومديرية النشاط الاجتماعي. ولم يكتف والي الولاية بالفئة الموجودة بقاعة الحفل، بل جاب وطاف في الوقت ذاته جميع أجنحة المركز للاطلاع على حالة الأشخاص المرضى الذين تعذر عليهم الحضور مع توزيع الهدايا عليهم، وهناك كان لمندوب ''الشعب'' مشاركة رمزية في الحفل وإجراء استجواب مع أحد القاطنين بالمركز الذي أكد بقوله: »أشكر والي الولاية الذي فكر فينا وأعاد لنا الإعتبار«. فعلا هي الحقيقة، لولا والي الولاية الذي كسّر جدار الصمت السائد لاستمرت المعاناة دون تفطن الجهات المسؤولة بالولاية في ظل تماطل المعنيين بها حيث سبق ل''الشعب'' التنقل إلى هذه الدار لإعداد روبورتاج حول النقائص الموجودة بها لرفعها للسلطات المعنية، لكن ذلك لم يحدث نظرا للعراقيل التي وقفت أمامنا من قبل مديرة المركز التي أوضحت بأنه لا يسمح الدخول إلا بترخيص من وزارة التضامن الوطني، نظرا لأن هذا المركز يعاني من أدنى الشروط الضرورية للحياة. وعلى سبيل الذكر، نقص التدفئة وانعدام الحمامات ومسخن الماء والكهرباء في الأروقة، ولعل الظروف المزرية التي يتخبط فيها هؤلاء الأشخاص، هي التي دفعتهم إلى طلب الرحيل من هذه الدار، وهو ما سمناه بذات المكان، واستمع الوالي بهذه المناسبة إلى إنشغالاتهم ووعد بحلها في أقرب الآجال. كما حمّل المسؤولية إلى مديرة المركز التي طالبها بتوفير كامل الشروط الضرورية مع إعطاء أمر لمدير الري بالولاية بتوفير المياه لهذه الشريحة، كما اقترح مدير التنظيم والشؤون العامة بالولاية إرسال ممثل عنه كل يوم لمعاينة دار الشيخوخة وهو الاقتراح الذي نأمل أن يوافق عليه المسؤول الأول بالولاية للتخفيف عنهم ومؤانستهم وحشة عائلاتهم التي دفعتهم إلى هناك. ------------------------------------------------------------------------