يعتبر مشكل نقص التزود بالمياه الصالحة للشرب، من بين أكثر المشاكل والانشغالات التي تقلق سكان عاصمة الأوراس باتنة ، خاصة خلال شهر رمضان الكريم ، وعلى ما يبدو فالسلطات الولائية بباتنة، أخذت هذه الانشغالات على محمل الجد، حيث سارعت إلى إيجاد الحلول الناجعة للقضاء على مشكل المياه خلال الصيف الداخل من خلال برمجة مجموعة من المشاريع الضخمة والهامة فائدة قطاع الموارد المائية قبل وبعد زيارة المسؤول الأول عن القطاع الوزير حسين نسيب.ولكن، وعلى الرغم من كل تلك المجهودات إلا أن “سوء" استغلال الموارد المائية، تبقى معاناة المواطن مستمرة مع نقص تلك المادة الحيوية. وتدعّم رسميا، قطاع الري بولاية باتنة، بمشروعين لإنجاز سدَين ضخمين بطاقة كبيرة تفوق 11 مليون متر مكعب كقدرة استيعابية لكل سد ضمن البرنامج الخماسي الجاري2010 2014 ، وهو ما من شأنه وضع حد نهائي لمعاناة سكان المنطقة، حيث يضاف المشروعين إلى سد كدية لمدور الضخم بتميقاد، وأكد مدير الري عبد الكريم شبري لجريدة “الشعب" انه سيتم إنجاز سد بمنطقة تاقوست ببلدية بوزينة في الجهة الجنوبية من الولاية في الوقت الذي تستفيد منطقة تابقارت ببلدية أولاد سي سليمان في الجهة الغربية الشمالية للولاية باتنة من سد آخر بعد معاناة طويلة للسكان بخصوص مياه الشروب، كما أشرنا لذلك في أعداد سابقة. وتم اختيار موقعي السدين بناء على دراسات أخذت بعين الاعتبار متطلبات المنطقة من المياه حاليا ومستقبلا، خاصة وأن المنطقتين تتميزان بطابع فلاحي، ومن المنتظر أن تنطلق أشغال سد تاقوست قريبا بعد استكمال الإجراءات المتعلقة بالمناقصة بعد أن انتهت منه الدراسة والتي ستكون دولية وتقدر طاقته الاستيعابية الأولية ب12 مليون متر مكعب ستستفيد منه منطقة بوزينة والبلديات المجاورة، إضافة لمناطق أخرى من إقليم ولاية بسكرة، على أن تنطلق الأشغال في إنجاز سد تابقارت في السنة المقبلة والذي تبلغ قدرته الاستيعابية بأكثر من 14 مليون متر مكعب موجهة خصيصا للري الفلاحي في ظل شح الموارد الجوفية بالمنطقة ومطالبة الفلاحين بتوفير المورد المائي لإنقاذ آلاف الأشجار المثمرة التي تعرف بها المنطقة، خاصة أشجار المشمش والزيتون في بلديات نقاوس، سفيان، أولاد سي سليمان، بومقر، وتاكسلانت ولمسان، حيث تسبّّب نقص الماء سواء الشروب أو الري الفلاحي في مشاكل بالجملة لسكان المنطقة أخرجتهم في كثير من الأحيان إلى الشارع خاصة في فصل الصيف. والجدير بالذكر، أن ولاية باتنة قد رصدت غلافا ماليا يفوق ال 08 ملايير دينار لإنجاز حاجزين مائيين كبيرين في كل من ذراع عيسي ببلدية تازولت وواد العرس في غسيرة ستوجه للري الفلاحي، الذي يعرف منذ مدة نقلة نوعية. وانجزت، مؤخرا، الشركة النمساوية المعروفة Wabag مجموعة أشغال تتمثل حسب مصادر رسمية في تركيب مجموعة من الأجهزة والمضخات الجديدة ذات تكنولوجية متقدمة وعالية، تحت إشراف وحدة الإنتاج بإدارة السد، تتعلق أساسا بسد كدية لمدور المتواجد بدائرة تيمقاد والذي يمول جزء كبير من بلديات الولاية باتنة وكذا خنشلة بالمياه الصالحة للشرب، وأشارت مصادرنا إلى أن من بين أهم أهداف عملية التجديد تحسين الخدمة المقدمة للسكان والمتعلقة بتزويدهم بالمياه الشروب، حيث تمّ اتخاذ مجموعة من الإجراءات الجديدة خاصة في حالات قطع تزويد السكان بالماء مستقبلا لتدابير استعجاليه لضمان تزويد الأحياء بالمياه عن طريق توفير احتياطي من الماء بالخزانات وتزويد الأحياء بالتناوب مع تقليص مدة تزويد السكان بالمياه، وقد صاحب عملية تركيب المضخات الجدية قطع جزئي للتموين بالمياه تحسبا لعملية التركيب ذات التقنيات الحديثة، والجدي الذي حملته تقنية المضخات الجديدة هو عدم سماحها مطلقا بعودة الماء في حالة انقطاع الكهرباء وهذا عكس ما كان سابقا، ومعلوم أن المضخات القديمة في حالة انقطاع الكهرباء تعرض القنوات فيها لعدة انكسارات نتيجة الضغط. ونشير أن ولاية باتنة قد استفادت مؤخرا من غلاف مالي ضخم يفوق ال500 مليار سنتيم لتجسيد مشروع آخر مهم انطلقت الأشغال به مؤخرا ويتعلق بتجديد شبكة المياه الصالحة للشرب بمدينة باتنة على مسافة تقدر ب123 كيلومتر. ...وسكان بريكة يشتكون اختلاط مياه الشرب بالأتربة يعيش، منذ مدة، العشرات من سكان بريكة بولاية باتنة، أزمة كبيرة في التزود بالمياه الصالحة للشرب، بعد اختلاطها بالأتربة ووجود روائح كريهة لا تطاق بحنفياتهم، حيث عبر لنا العديد من المواطنين عن تخوفهم من تسبب هذه المياه في حدوث أمراض وبائية تهدّد صحتهم، خاصة مع الاستهلاك الكبير لهذه المادة الحيوية، حيث أكد بعض المواطنين بأن المياه تشوبها روائح هي أقرب للتراب، بالإضافة إلى لونها الأصفر، مؤكدين بأنهم أصبحوا يستعملون تلك المياه فقط في الغسيل والأغراض الأخرى عدا الاستفادة منها للشرب، كما يشتمّون روائح أخرى لما يكون الماء في درجة حرارة عالية وغير بارد، وبسبب هذا المشكل تحوّل معظم سكان بريكة نحو اقتناء قارورات المياه المعدنية وغلق حنفيات منازلهم، الأمر أثار حفيظة واستياء المواطنين، حيث لم يجد هؤلاء حلا لمشكلتهم رغم شكاويهم العديدة لمصالح المعنية، حيث أصبحوا ملزمين باستهلاك المياه المعدنية والبحث عن مياه المنابع والابتعاد عن مياه حنفيات منازلهم. ومن جهتها مصالح الجزائرية للمياه، أوضحت في هذا الشأن بأن المياه تمر على المخابر بعاصمة الولاية باتنة، ومن غير الممكن أن تكون المياه الصالحة للشرب ملوثة بالأتربة أو تشوبها روائح حسب وصف مواطني بريكة، وبخصوص رائحة التراب الموجودة بالماء فأكدت مصادرنا أن الأمر لا يعدو سوى أن يكون بسبب السد الذي يتم تخزين الماء به على مستوى ولاية باتنة، لكن في الأغلب فإن المياه تبقى صالحة للشرب، هذا وطرح سكان عين التوتة ومروانة نفس الإشكال في الآونة الأخيرة. ويؤكد أغلب فلاحي منطقة نقاوس وسفيان وأولاد سي سليمان لجريدة “الشعب"، أن غياب مورد السقي حال دون وفرة الإنتاج، حيث يتداول الفلاحون عن طريق المناوبة لسقي أشجارهم خصوصا وأن مردود المورد الوحيد تراجع منذ السنوات، رغم أنه المصدر الوحيد الذي يعتمد عليه المئات من الفلاحين في سقي منجاتهم الفلاحية، خاصة الزيتون الذي يعتبر منتوج رئيسي وهو الأمر الذي يهدّد الأشجار بالجفاف، وقد حال انعدام مصادر أخرى للسقي إلى كبح طموحاتهم بتمديد غرس الأشجار المثمرة وخاصة بالنسبة للمشمش والزيتون وعلى غرار البساتين المتواجدة بمركز البلدية، فإن جميع منتجي الزيتون والمشمش بالمناطق المجاورة يطرحون نفس المشكلة كما هو الحال لمنطقة تيفران التي تتربع بدورها على مئات الهكتارات من الأشجار المثمرة. وفي رده على إنشغالات الفلاحين أكد السيد “عبد الكريم شبري" مدير الموارد المائية لولاية باتنة، أن مصالحه تعمل حاليا وبالتنسيق مع مصالح مديرية الفلاحة على توفير موارد السقي للفلاحين عبر مختلف مناطق الولاية، كاشفا في ذات السياق عن مشروع كبير استفادت منه تلك الجهة والمتمثل في إنجاز سد تابقارت بمنطقة أولاد سي سليمان سيوجه خصيصا لري الأراضي الفلاحية، حيث تقدر طاقة السد الذي سينجز في أفق 2015 ب 14 مليون متر مكعب ستغطي حاجيات عدة بلديات، موضحا بأن انتشار المناقب الحفرية المتمثلة في الآبار أصبح له أثر في السنوات الأخيرة في انخفاض كميات المياه الجوفية. وكشف، مؤخرا، المسؤول الأول عن الولاية السيد “الحسين مازوز" خلال اجتماعه مع الجهاز التنفيذي على مستوى الولاية، أن قطاع الموارد المائية قد استفاد من جملة من الاستثمارات الجديدة، خاصة ما يتعلق بالاستثمار في المياه السطحية، إذ أن ولاية باتنة، وحسب والي الولاية قد استفادت من مشروع تحويل المياه الصالحة لشرب من سد بني هارون بطاقة إجمالية تصل إلى 100 مليون متر مكعب، والذي لا تزال الأعمال جارية به إلى غاية نهاية سنة 2013، حيث إن هذا المشروع الهام الذي سيمس العديد من الدوائر التي تحتاج إلى هاته الكميات المعتبرة من المياه، إضافة إلى دعم القطاع الفلاحي، فضلا عن هذا كشف الحسين مازوز عن مشاريع خاصة بعاصمة الولاية قصد القضاء التام على أزمة المياه من خلال إنشاء 5 خزانات جديدة تقضي نهائيا عن هاته الأزمة الحادة التي أدخلت عاصمة الولاية، وكذا العديد من الدوائر عبر الولاية في متاهات لا حل لها، مع إنشاء خزانات مائية عبر دوائر الولاية، إلى جانب المشروع الضخم الذي سيماثل مشروع سد كدية لمدور الذي يعد المتنفس الوحيد للولاية، وإنشاء سد تاقوست بدائرة بوزينة الذي يعد الحلم الثاني الذي ينتظره سكان الولاية. ثلث بلديات باتنة تفتقر لمصادر التزود بمياه الشرب رغم كل تلك المشاريع الكبيرة التي استفاد منها القطاع، إلا أن مصالح مديرية الري والموارد المائية لولاية باتنة، كشفت خلال اجتماع المجلس الولائي التنفيذي بمقر الولاية، عن تسجيلها لعجز كبير في توفير مصادر الماء الشروب على مستوى 20 بلدية من أصل 61 عبر إقليم الولاية، ويأتي البرنامج الاستعجالي ليشمل بصفة خاصة توفير الماء بالبلديات التي تعتمد في تزودها على سد كدية لمدور بعد انخفاض منسوبه بما لا يكفي توفير الماء للتجمعات السكانية التي تعتمد على هذا السد الذي يحتوي حاليا على 25 مليون متر مكعب في وقت تقدر طاقته الاستيعابية بأزيد من 74 مليون متر مكعب وقد انخفض منسوبه هذه السنة بسبب نقص تساقط الأمطار. المدير الولائي للري والموارد المائية، أوضح أن النسبة الكبيرة من التجمعات السكانية لولاية باتنة تعتمد في تزودها بالماء على المصادر الجوفية، وأكد تسجيل عجز في عدد معتبر من البلديات سواء التي تتزود بالمياه الجوفية للآبار أو بالنسبة للبلديات التي تتزود من سد كدية لمدور بتيمقاد، مشيرا إلى أن مصالحه باشرت حفر 10 آبار جديدة على مستوى البلديات الجنوبية منها 04 ببريكة، 02 بالجزار، 02 بسقانة، 01 ببيطام، وبئر ببلدية عزيل عبد القادر مع الشروع في إعادة تأهيل 25 بئر ، واستغلال آبار قديمة منها 04 بمدينة باتنة و50 ببريكة و05 بعين التوتة وبئر بأريس، وذلك من أجل تغطية العجز في التجمعات السكانية السابقة التي تعتمد في تزودها بالماء على سد كدية لمدور. وفي إطار نفس البرنامج تم تخصيص 150 صهريج عبر البلديات لتوصيل الماء في حالة انقطاعه، على أن يتم تجديد 43 مضخة وتأهيل خزانات مع وضع حيز الاحتياط 60 مضخة ومواد مطهرة لحماية صحة المواطن وهي الإجراءات التي تدخل ضمن اتفاقية أبرمتها مصالح مديرية الري في شهر أكتوبر من السنة الماضية مع مصالح أخرى في إطار تحسين الخدمة العمومية المتعلقة بتوفير الماء. وبدوره والي الولاية، أكد بأن الولاية تعرف هذه السنة وضعية حرجة نظرا لتراجع منسوب سد كدية لمدور من جهة ولانخفاض مردود المياه الجوفية من جهة أخرى، مطمئنا بتخطي الوضعية الحالية بحسن التسيير معتبرا أن المسؤولية يتقاسمها كافة ممثلي الجماعات المحلية، حيث حمّل رؤساء البلديات المسؤولية في منح رخص حفر الآبار وندّد باستغلال المياه الجوفية في محطات غسل المركبات ودعا المسؤولين بوحدة الجزائرية للمياه إلى إشعار المواطنين من خلال الإعلام باقتصاد المياه مع ضرورة التدخل لوضع حد للتسربات، مع مشاركة مصالح الأمن والدرك لتوقيف المعتدين على شبكات الماء لسرقة المياه واستغلالها في الفلاحة.