كشف مستشار وزير الطاقة والمناجم أحمد مشراوي من بومرداس، أن نسبة استهلاك الطاقة بالسوق المحلي قد تقفز من 40 مليون طن في الوقت الحالي إلى معدل 100 مليون طن سنويا في حدود سنة 2030، بسبب حالة النمو الاقتصادي الذي تعيشه الجزائر، ما حتم على خبراء الطاقة التفكير في آليات علمية جديدة لاقتصاد الطاقة وترشيد الاستهلاك مع حتمية التوجه نحو الطاقة المتجددة لحماية الثروات الوطنية. وقال مستشار وزير الطاقة في كلمته خلال افتتاح المؤتمر المغاربي الخامس لهندسة الطرائق الذي احتضنه معهد البحث والتطوير لمؤسسة سوناطراك ببومرداس، أن الحكومة قد سطرت برنامجا طموحا بغلاف مالي وصل إلى 100 مليار دينار من أجل وضع قاعدة عملية وتكنولوجية متينة لتطوير ميدان الطاقة المتجددة بكل مصادرها، أهمها الطاقة الشمسية من أجل تنويع مصادر الإنتاج والتقليل من تكاليف الاستخراج، بالإضافة إلى دورها المستقبلي كعنصر أساسي في حماية البيئة والمحيط العام، كما كشف بالمناسبة أيضا أن نسبة استهلاك الطاقة قد تشهد ارتفاعا هي الأخرى لتصل إلى حوالي 36 ألف ميغاوات سنة 2030 بدلا من 12 الف ميغاوات في الوقت الراهن. وعن أهمية الملتقى المغاربي لهندسة الطرائق، قال مستشار وزير الطاقة أن الهدف الأساسي منه هو محاولة دعم التوجه الصناعي الذي سطرته الجزائر والتأقلم مع التطورات العلمية والتكنولوجية التي يعيشها العالم في ميدان الإنتاج وتحويل المواد الخام إلى مواد استهلاكية استعانة بالطرق العلمية الحديثة التي تقدم إنتاجا ذو جودة عالية للمستهلك وبأقل تكلفة مع عامل ثالث مهم بالنسبة إليه هو حماية البيئة المعيشية. كما قدم أيضا مستشار وزير الطاقة ثلاثة تحديات أمام الجزائر يجب التكيف معها إيجابيا وتجاوزها، أهمها واجب الاستجابة السريعة لمتطلبات السوق المحلي على المدى القصير والطويل بسبب ارتفاع الطلب الاستهلاكي للطاقة، توعية المواطن على أهمية الاقتصاد في الاستعمال وترشيد الاستهلاك، ومحاولة استغلال الثروات الطبيعية أحسن استغلال لتحسين الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للمواطن، ضرورة اعتماد الجزائر على طاقتها البشرية المحلية لتطوير البحث وضمان إنتاج محلي بديل عن المنتوج الخارجي في مجال التجهيزات ووسائل العمل، وأخيرا إعطاء التكوين أهمية قصوى من خلال التكفل الأمثل باليد العاملة وتوفير فرص للتشغيل. هذا وشهد اليوم الاول من الملتقى المغاربي الذي يدوم يومين، تقديم عدة مداخلات من قبل خبراء الدول المشاركة الممثلة في كل من المغرب، تونس، فرنسا، روسيا، بلجيكا وايطاليا، كانت أبرزها مداخلة البروفيسور جاك شاربونتي من فرنسا حول أنواع هندسة الطرائق الحديثة «الخضراء» من أجل تنمية مستدامة في ظل عولمة السوق الاقتصادي وإشكالية المنتجات الصناعية التي لخصها في كون مجال هندسة الطرائق يرتكز على تحسين الانتاج بعد عملية التحويل بأقل تكلفة وأكثر حماية للبيئة الطبيعية، من جهته لخص بلعادي صالح أستاذ بجامعة هواري بومدين ورئيس المجمع الجزائري لهندسة الطرائق أحد الشركاء في تنظيم الملتقى، أن الهدف من الندوة هو محاولة الجمع بين الصناعيين وأصحاب المؤسسات بالطلبة والباحثين المتخصصين في ميدان الطاقة، بغرض التبادل العلمي وفهم أكثر لهذه المقاربة العلمية الجديدة الخاصة بهندسة الطرائق التي تهتم بتحويل كل المواد الخام الى منتوج استهلاكي، لكن بطريقة تضمن جودة المنتوج بأقل التكاليف استجابة لمتطلبات السوق التنافسي الحالي، كما صنف رئيس المجمع الجزائر كرائدة في المجال مقارنة مع باقي دول الجوار والدليل على ذلك أن الجزائر تحتضن المؤتمر الخامس بعد الثالث والرابع، وبمشاركة حوالي 200 بحث ميداني من أصل 800 بحث مقترح للمشاركة على حد قوله.