حدث بارز عاشه المجلس الشعبي الوطني، أمس، تترجمه زيارة رئيس الوزاء التركي، رجب طيب اردوغان، وهي زيارة كشفت عمق الروابط بين البلدين الضاربة في أعماق التاريخ. وقد حملت زيارة ضيف الجزائر إلى المجلس الشعبي الوطني الكثير من الدلالات والمعنى قوة العلاقات الجزائرية التركية التي لم تكن وليدة اليوم، تظهر مدى عرى الصداقة بين الشعبين مثلما أوردته الكلمة الترحيبية لرئيس المجلس التشريعي، محمد العربي ولد خليفة، وكذا خطاب رئيس الوزراء التركي الذي حمل مضمونا سياسيا، أمنيا واقتصاديا مرافعا من أجل علاقات متجددة تأخذ في الاعتبار متطلبات الظرف ومستجدات الجيو إستراتيجية. أكد على هذا الآمر محمد العربي ولد خليفة، معيدا بالحضور إلى المحطات الأولى من العلاقات الثنائية الممتدة عبر أكثر من ثلاثة قرون، لا زالت أثارها المعمارية في المدن الجزائرية تحمل معالم الحقبة العثمانية. ولم تبق العلاقات بين الجزائر وتركيا أسيرة الماضي وتكتفي بما تحقق، لكنها ظلت تتطور على الدوام مقربة المسافات، مكسرة حواجز الجغرافيا. زادتها حركية زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى تركيا في فيفري 2005 التي أعطت إضافة للروابط الثنائية في مجالات متعددة انتهت بابرام معاهدة الصداقة والتعاون بين البلدين. وهي معاهدة أبرمت في ماي 2006 لتكون تركيا بذلك البلد الوحيد خارج القوس اللاتيني المجاور الذي تبرم معه الجزائر هذا النوع من الاتفاقيات، حسب ولد خليفة. وعرج رئيس المجلس الشعبي الوطني عن تجربة الإصلاحات التي تخوضها الجزائر في توسيع الممارسة الديمقراطية التعددية يكشف نقابها الهيئة التشريعية التي دخلت عهدتها التعددية الرابعة بجمع 27 حزبا ثلث أعضائها من السيدات النواب دخلن قبة المجلس النيابي بعد المصادقة على قانون ترقية المشاركة النسوية في المجالس المنتخبة. وجاءت الإصلاحات امتدادا لمسار تعددي انتهجته الجزائر بعد ترسيخ روح المصالحة والسلم مفضلة علاج عشرية ، اعتمادا على قرار سيادي يعتبر محاربة ما تبقى من فلول الإرهاب أولوية وطنية لا تقبل المساومة والتنازل. عما يجري بالساحة العربية الذي حمل تسميات تتناقض والشعارات المرفوعة، جدد رئيس المجلس الشعبي الوطني التأكيد أمام اردوغان والوفد المرافق له على ثوابت السياسة الجزائرية التي كسبت الثقة والاحترام ممثلة في بناء علاقات حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول مع الوفاء لمحاربة الإرهاب وحق تقرير مصير الشعوب المناضلة من أجل الحرية والاستقلال.