بلغت مبادلات الجزائر وأنقرة التجارية ال 04 مليار دولار، مرشحة لبلوغ ال 10 مليار دولار مع الحركية التي تعرفها علاقات البلدين في شتى المجالات. يصل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى الجزائر في زيارة هي الثانية من نوعها بعد سبع سنوات، توجت حينها العلاقات بين البلدين بالتوقيع على معاهدة الصداقة والتعاون في مجال تطوير الحوار في الميادين السياسية والاقتصادية والثقافية والتزام الطرفين بتعزيز التعاون الاقتصادي. ويشكل إطار المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الغاية من تأسيس اجتماع سنوي رفيع المستوى بين البلدين، الأمر الذي دعا إليه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة خلال مشاركته في القمة ال 14 لرؤساء دول وحكومات بلدان مجموعة ال 15. زيارة اوردغان الثانية إلى الجزائر الثلاثاء، اعتبرها المحللون بأنها نقطة انعطاف اقتصادية وتجارية وسياسية، بعد سبع سنوات منذ الزيارة الأولى العام 2006 حيث من المتوقع -حسب المراقبين- أن تجعل هذه الزيارة المبادلات التجارية بين الجزائر وتركيا تتطور لتصبح أكثر من 4 مليارات دولار. وأوضحت الإحصائيات، أن تركيا جاءت في المرتبة الثالثة بعد كل من الصين والأرجنتين ضمن أكبر الدول من حيث حجم الصادرات نحو الجزائر خلال العام الماضي بنحو 1,78 مليار دولار لتحتل بذلك المركز السابع عالميا ضمن قائمة البلدان المصدرة للجزائر. وتعد تركيا ثامن مستورد من الجزائر عبر العالم ب 3,04 مليار دولار لتحتل بذلك الصف الثاني بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية، ضمن أكبر المستوردين من الجزائر خارج منطقة الاتحاد الأوروبي الذي يربطه عقد شراكة مع الجزائر منذ العام 2003. وفازت شركات تركية بالجزائر بمشاريع شراكة أهمها توقيع عقدي شراكة بين المجمع العمومي الجزائري للنسيج والألبسة والشركة التركية رينجلسان من أجل إنتاج ألبسة جاهزة ورياضية في مصنعين بالجزائر . وأشار محللون إلى أن الجزائر تبحث اليوم عن شركاء أجانب لتفعيل الشراكة في قطاعات عديدة خصوصا التنموية منها. وتملك تركيا إمكانيات تساعدها على القيام بهذا الدور. ومن شأن اللقاءات الدبلوماسية بين البلدين وتبادل الزيارات تفعيل العلاقات لخدمة مصالح الشعبين. ويرى خبراء الاقتصاد ضرورة استفادة الجزائر من خبرات تركيا في مجال الاستثمار، فتركيا استطاعت رغم العراقيل التي فرضها عليها الاتحاد الأوروبي أن تطور اقتصادها في فترة قياسية وأضحت تنافس أكبر الدول في العالم. والجزائر يمكنها استنساخ النموذج التركي، خصوصا فيما يتعلق بتطوير الإنتاج ومحاربة الفساد بأنواعه. وسيجري اردوغان خلال وجوده بالجزائر محادثات سياسية مع الوزير الأول عبد المالك سلال حيث "سيتبادل الطرفان وجهات النظر بشأن المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك". كما سيجري الطرفان بالمناسبة "تقييما للمشاريع الجارية ويدرسان سبل ووسائل تعزيز وترقية وتنويع التعاون الثنائي في شتى مجالات النشاط"، وسيلقى خطابا أمام نواب المجلس الشعبي الوطني، كما سينظم بالمناسبة منتدى رجال الأعمال الجزائري التركي حيث سيسمح للمتعاملين الاقتصاديين لكلا البلدين من كشف وتحديد للشراكات التي قد تبرم في مختلف القطاعات. اردوغان سيتوجه الأربعاء إلى وهران لزيارة المركب الغازي بالمنطقة الصناعية بأرزيو ومصنع الفولاذ الجديد الذي أنجزته الشركة التركية الخاضعة للقانون الجزائري "توسيالي ايرون اند ستيل". اللافت أن زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى الجزائر جاءت في ظل جو مشحون تعيشه تركيا في الوقت الراهن تخللته مظاهرات شعبية مناهضة للحكومة.