من منا لا يتذكر محمد الصديق بن يحيى ذلك الدبلوماسي الذي دوّخ الحكومة الفرنسية وعلى رأسها ديغول خلال اتفاقيات ايفيان، شارك في المفاوضات الجزائرية الفرنسية خلال الفترة 1960 /1962 ولعب دورا كبيرا في التأثير على مسارها. وقد أعجبت بحنكته الشخصيات الفرنسية المشاركة في المفاوضات، حيث لقبته جريدة ''باري ماتش'' بثعلب الصحراء، وذلك لما أظهره من قدرة على الجدل والإقناع. ووصفه رضا مالك بالسياسي المحنك بعد الاستقلال، وزير للخارجية عام 1979 وعضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني. ولد محمد الصديق بن يحي في 30 ماي 1932 بولاية جيجل سياسي ووزير خارجية، زاول دراسته واستطاع الحصول على شهادة الليسانس في الحقوق بجامعة الجزائر. شارك في تأسيس الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين سنة 1955 مع كل من أحمد طالب الإبراهيمي الأمين خان. كان من المنظمين لإضراب الطلبة الجزائريين عن الدراسة والتحاقهم بصفوف جبهة التحرير الوطني يوم 19 ماي 1956. مثّل جبهة التحرير الوطني في مؤتمر الشباب المنعقد بباندونغ سنة 1956، عين عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية عضوا في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية سنة 1960 ، ثم عين مديرا للديوان برئاسة الحكومة المؤقتة في عام 1960. توفي محمد الصديق بن يحي ليلة 3 ماي 1982 إثر حادث طائرة على بعد 50 كلم من الحدود الفاصلة بين العراق وتركيا، حيث كان في مهمة دبلوماسية للوساطة في تسوية الخلاف بين العراق وإيران.