كهينة عصماني ذات ال 32 سنة متخصصة في الفخار التقليدي العتيق للمنطقة التي تنتمي إليها الشابة، والتي تعتبر نفسها وارثة حقيقية لتقليد عتيق في قرية ''إغيل المال'' في بلدية بني زمنزار القريبة من معاتقة. تقول كهينة ''إن بدايتها كانت مع والدتها في سن ال25 التي تخصصت في هذا المجال بصناعة طاقم العروس المشهور في المنطقة، حيث تكونت في الفخار لتصل إلى تشكيل أنواع متعددة في الأدوات المطبخية وقطع ديكوريه تقوم بإضفاء عليها أشكال فنية رائعة مستخدمة مقاطع ذات ألوان حمراء، بيضاء، سوداء، تتميز بها المنطقة''. الشابة ذات المستوى النهائي، بعدما صقلت تجربتها إلى جانب والدتها، أصبحت تحب مهنتها، حينها لم تتوان في اللجوء إلى الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، لإيداع ملفها من أجل الحصول على قرض يمكنها من فتح ورشة خاصة في صناعة الفخار التقليدي. تقول كهينة ''قمت بإيداع ملفي سنة 2009، وبعد انتظار طويل تم القبول والموافقة وتمت كل الإجراءات سنة 2012، فتحت ورشتي والآن أعمل إلى جانب ثلاثة حرفيين كلهم شباب، وأنا أصبو إلى تطوير عملي وحرفتي بعزيمة وإصرار كبيرين لتسويق المنتوج من جهة والتعريف بهذا الموروث من جهة أخرى''. وهنا تأسفت كهينة عصماني للمشكل الوحيد الذي يعترضها ألا وهو تسويق منتوجها، ولهذا تسعى جاهدة لإيجاد طريقة تساعدها على تخطي هذا العائق واعتبرت هذا المهرجان بمثابة فرصة لها للعرض في العاصمة لأول مرة وهي تأمل تحقيق أشياء كثيرة من خلاله. وتضيف الشابة قائلة: ''إنها قد لمست في الزائر لهذا المعرض الحس الفني الذي يختلج أعماقه وتعطشه للتراث والأصالة، كونه لازال متشبثا بتقاليده''، ما جعلها تحث الشباب على التمسّك بالحرف التقليدية وتطويرها، ودعته إلى العمل والسعي وراء هدفه، لتحقيق طموحه، وعدم اليأس عند أول عثرة''. وفي الأخير، نوّهت كهينة بعطاء الوالدة التي ورثت عنها الحرفة، كما لم تنسى كل العائلة التي ساعدتها وصديقتها التي وصلت عن طريقها إلى هذا المهرجان المنظم من وزارة الثقافة في طبعته الرابعة، راجية أن لا تندثر مثل هذه المبادرات يوما ما، كونها تعطي للمرأة المبدعة حقها في إثبات إمكانياتها عامة وللشابات خاصة.