اعتبرت حرفيات جزائريات، يشاركن في الطبعة الرابعة للمهرجان الوطني لإبداعات المرأة بالجزائر العاصمة، أن الحصول على المادة الأولية لصناعة أواني الفخار والخزف تعد من بين "العراقيل" التي تعيق عملهن. وأكدت بعض الحرفيات، اللواتي يعرضن أعمالهن الفنية في قصر رياس البحر، في اطار المهرجان الذي انطلقت فعالياته نهاية الأسبوع الفارط، أن هناك صعوبة للحصول على المادة الأولية التي تتمثل في الصلصال والطين بالنسبة للفخار والاسمنت، والمادة الصمغية والكوارتز والكوالين بالنسبة للخزف. وفي هذا الصدد قالت زهيرة بن عودة حرفية في صناعة الفخار التقليدي من شنوة بتيبازة، التي تشارك بأواني فخارية "أنها تقوم بمجهودات شخصية دون الحصول على اعانات" مضيفة أن المادة الاولية التي تتمثل في مادة الطين تتطلب جهدا للحصول عليها بالخصوص أنها تتواجد في مناطق جبلية يصعب على النساء الوصول اليها نظرا ل"خطورة" تلك الأماكن. وأشارت السيدة بن عودة الى أن عملية تحضير الفخار، تتطلب توفر اليد العاملة والتي هي نادرة فهذه الحرفة -حسبها- أصبحت "محصورة" لدى بعض العائلات فقط التي مازالت متشبثة بالأصالة والتقاليد، حيث تسعى ذات الحرفية الى تلقن بنات منطقتها بتيبازة هذه المهنة، نظرا لارتباطها بصناعة الفخار الذي ورثته أبا عن جد، وهو ما جعلها تتجاوز العراقيل التي تعترضها وتعترض نظيراتها. من جانبها أكدت الحرفية زهية داهل من عنابة، والتي تعمل في فن الخزف أن جل المواد الأولية التي تستخدمها في أعمالها "نادرة"، وغير موجودة في الجزائر، حيث يتم استيرادها من بلدان أجنبية كإيطاليا واسبانيا، والتي تقتنيها أحيانا بالعملة الصعبة وذلك ليس في متناول كل الحرفيين. وتأسفت العارضة التي تتميز باستخدامها لمواد الأرض، أن فن الخزف يعرف بعض "التراجع" نظرا لأسعار بعض المواد الاولية، وهو ما يؤثر حسبها على مبيعات اواني الخزف التي تباع بأسعار باهظة، مشيرة الى أن ذلك يقلل من الاهتمام بهذا الفن، واللجوء الى المنتوجات المستوردة من الصين مثلا والتي تباع بأسعار "زهيدة". من جهتها اعتبرت العارضة خديجة عبد الواحد من تمنطيط بأدرار، التي تشارك بقطع فنية تقليدية تمتاز بها منطقتها، أن صناعة الأواني الفخارية تتطلب وفرة المادة الأولية المتشكلة أساسا من الطين والحبر الأسود، نظرا لاختلاف فخار تمنطيط عن انواع الفخار الاخرى والذي يتميز بدكانة لونه الأسود، معتبرة أن الرجال احتكروا ميدان صناعة هذا النوع من الفخار، وذلك نظرا للمواد الأولية التي تجلب من أماكن بعيدة بالإضافة الى تمكنهم من التنقل اليها مشيرة الى أن صناعة الأواني الفخارية تكثر خاصة عند قروب الموسم السياحي الذي يجعلها "مناسباتية" فقط. من جانبها أثارت الحرفية فاطمة خروبي من سيدي سميان بتيبازة، والتي تشارك أيضا بأواني فخارية تقليدية، مشكل نقص المعدات حيث ترى أن المعدات ناقصة مثل الفرن وهو ما يجعل مهمتها صعبة خاصة وان هذه الحرفة تعد مصدر رزقها. أما العارضة كهينة عصماني من تيزي وزو، التي تعلمت أبجديات المهنة من والدتها فتعتبر أن قلة الأسواق لعرض منتوجاتها يجعلها تحصر حرفتها في الورشة التي تمتلكها عائلاتها دون عرضها للبيع، مضيفة انها كشابة في هذا الميدان الفني، تسعى الى التخصص في الفخار وذلك عبر مشروع تود تجسيده بفضل مساعدة "نظام تشغيل الشباب" لتفتح ورشة خاصة بها.
للإشارة تتواصل فعاليات الطبعة الرابعة للمهرجان الوطني لإبداعات المرأة الى 13 من الشهر الجاري، بقصر رياس البحر بالجزائر العاصمة، بمشاركة ما يقارب 40 مبدعة جزائرية وأجنبية في فن الفخار والخزف والفسيفساء والنحت.