”الفخار، تقنية التشكيل والإبداع” هو شعار المهرجان الثقافي المحلي للفخار المنتظر أن يقام من 25 إلى 30 جوان الجاري ببلدية معاتقة، ولاية تيزي وزو، وسيُجمل هذه التظاهرة في دورتها الرابعة زهاء 80 مشاركا. تستعد معاتقة حاليا لانطلاق الحدث والاحتفاء بالفخار الذي يشكل هوية المنطقة، وهي من النشاطات التي يراد منها مواصلة أفراح الجزائر بمناسبة ذكرى خمسينية الاستقلال، وحسب المنظمين، فقد وقع اختيارهم على مركز التكوين والتمهين لمدينة معاتقة لاحتضان الفعالية. وترمي التظاهرة الثقافية والحرفية إخراج مدينة معاتقة من رتابة الحياة اليومية وبث روح الاحتفالية في ربوعها لتصبح، لمدة أسبوع، ملتقى للحرفيين القادمين من مختلف ولايات الوطن، إذ أدت مجهودات السلطات لتحويل الجو الاحتفالي بالفخار إلى مهرجان، بالإضافة إلى العمل الدؤوب لاستمرارية الحدث والبعد الثقافي الرسمي حتى يخرج من الروتينية والفولكلورية. وعمد المنظمون إلى وضع برنامج غني للمهرجان، يعد بالكثير ويستجيب لآمال واحتياجات قرابة نصف مليون من الزائرين المنتظر قدومهم إلى معاتقة للاحتفاء بالفخار ومعانقة طموح بعضهم في تعلم فن من فنون الأجداد ذات صلة بمواد الأرض. وزيادة على سوق الفخار بمشاركة 80 حرفيا تقليديا قدموا من كل القطر، بُرمج معرض سيسمح للجمهور باكتشاف تقنيات وخصوصيات كل منطقة من مناطق الوطن، مع ربط جسور التعارف والتبادل مع الحرفيين التقليديين في محاولة لفهم انشغالاتهم وظروف قيامهم بأعمالهم، إلى جانب برمجة أربع ورشات؛ الأولى موجهة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 و15 سنة، فيما تتوجه الثانية إلى الكبار والثالثة للخط البربري، في حين تم تخصيص الرابعة للنحت. وعلى هامش المعارض، ثمة محاضرات ستنشط من قبل مختصين، تتمحور مواضيعها حول الفخار، كما سطر المنظمون عروضا لأشرطة تدور مواضيعها حول الفخار، وسيقوم الزوار برحلتين موجهتين إلى معاتقة، بالإضافة إلى تنظيم سهرات فنية وأخرى شعرية من شأنها أن ترفع الأجواء الاحتفالية، إذ سيحييها فنانو المنطقة وما جاورها. وتعد صناعة الفخار في معاتقة فنا معبرا عن معرفة إبداعية نسائية خالصة تتعاقب الأجيال في توارثها، قاومت آفات الزمن، وبخاصة ريح العصرنة، بفضل مجهودات عجائز القرى اللائي منحن لهذا الفن كل معاني النبل لتبقى معالمه راسخة ويحتفي بها اليوم.وتمكن حرفيون تقليديون من اكتساب القدرة الإبداعية لتكون مهمتهم إدامة عمر هذا الفن، وبالتالي الحفاظ على سجل ثري من سجلات تراثنا الثقافي من الضياع، لذا، وفي إطار الأهداف التي حددها المنظمون لهذا المهرجان، ومنها الحفاظ على التراث، وضع هؤلاء نصب أعينهم مشروعين؛ الأول يتمثل في استمالة الشباب لمعانقة هذه الحرفة التقليدية، والثاني يتعلق بإنشاء دار للفخار أو متحف قصد الحفاظ على القطع الفخارية القديمة، وإيجاد ورشات مشتركة في القرى والمنطقة لتكون فضاء يعمل على تجسيد هذا المسعى الهام.