تميز صالون المنتوجات التركية المنظم بقصر المعارض الأسبوع الفارط بمشاركة معتبرة للمؤسسات التركية المقدر عددها ب37 مؤسسة اقتصادية متخصصة في مجال العتاد الآلي الصناعي، من آلات تغليف العلب،آلات تثبيت الأزرار على ألبسة الجينز، نظام معالجة المياه الصناعية، آلات تلحيم القطع الحديدية، آلات دهن الأبواب والنوافذ وغيرها من التخصصات ذات التكنولوجية العالية راغبة في ذلك اقتحام السوق الوطنية عبر إقامة شراكة تجارية مثمرة مع نظرائهم الجزائريين. وفي هذا الصدد، تحدثنا مع بعض المتعاملين الأتراك حول الهدف من مشاركته في هذا المعرض، ومشاريعهم المستقبلية بالجزائر، وكذا تقييمهم للسوق الاقتصادية الجزائرية، ومن بين هؤلاء المتعاملين السيد »ارغن ارڤودولر« مهندس إلكتروني بمؤسسة »مسطس Mistas« المتخصصة في تصنيع آلات التلحيم عبر استعمال التكنولوجية الجد متطورة والذي صرّح لمندوبية »الشعب« بأن مؤسسة »مسطس« لديها 35 سنة خبرة في المجال، مما سمح لها فتح أربع وحدات في تخصصات الصناعة الكهرومنزلية، الصناعة الميكانيكية، صناعة السيارات، وغيرها من القطاعات الأخرى. وأشار في هذا الإطار، بأن مسير المؤسسة كان يشتغل في مجال التلحيم، الأمر الذي دفعه إلى إنشاء هذه المؤسسة نظرا لخبرته في الميدان، وأضاف السيد »إرغن ارڤودولر« بأن مؤسسته لها وحدات بأوروبا، والعربية السعودية ودول آسيا، وهو يتعامل مع مؤسسات فيات، رونو، تويوتا وبيجو غير أنه لا يملك زبائن ووحدات بالجزائر بحكم أنه لا يعرف السوق الجزائرية، ووجد صعوبة في الاتصال بغرف التجارة ببلادنا، والتي لم تقدم له المساعدة. وفي هذا السياق دائما أكد المتحدث بأن الهدف من مشاركته في هذا الصالون هو إقامة علاقات المتعاملين الجزائريين، والحصول على زبائن دائمين، لأنه لأول مرة يشارك في هذه التظاهرة الاقتصادية، حيث وصف السوق والاقتصاد الوطني بأنه واعد وجيد للاستثمار الاقتصادي، وأن الحكومة التركية تعطي أهمية كبيرة للسوق الجزائرية. وبالنسبة لمشاريعه المستقبلية بالجزائر، أوضح السيد »ارغن« أنه ينبغي دراسة ومعرفة السوق الجزائرية وإعداد نظام عمل يستند إلى النظام الاقتصادي الألماني قبل فتح مصنع صناعي بالجزائر، مستبعدا بذلك فكرة الاستثمار ببلادنا في الوقت الراهن. وفي معرض حديث ممثل مؤسسة »مسطس« استعرض لنا بالتفصيل، كيفة سير عمل الآلات التلحيم الملقبة باسم »فالدينغ ماشين« welding machine مفيدا بأنها تشتغل أتوماتيكيا وتغنيك عن استعمال العمال لأنها تقوم بعدة وظائف في وقت واحد، مضيفا بأن هذه الآلات هي آخر إبتكارات المؤسسة. من جهته أكد ممثل مؤسسة »اسطنبول الكترو مستلك أ ل ت د « السيد »أيهان سيلنك« بأنه قريبا سيتسقر بالجزائر، ويفتح فرعا بها، بحكم أن لديه علاقات مع الأتراك المتواجدين ببلادنا، والذين أعطوه صورة شاملة عن السوق الاقتصادية الجزائرية. وأفاد اسيد »ايهان« بأن هدف مشاركته في المعرض هو التعريف بمنتوجه والبحث عن إقامة علاقات تجارية مع المتعاملين الجزائريين، مضيفا بأنه يأمل بأن يكون الصالون فرصة لتجسيد هذه العلاقات. وللعلم فإن مؤسسة »اسطنبول الكتروستلك« متخصصة في ميدان الصياغة بنوعيها: صياغة المعدن وصباغة الأشعة فوق البنفسجية، مع تقديم حلول واستشارات متعلقة بمعالجة الصباغة. نفس الانطباع والأجوبة لمسناها لدى مؤسسة »أوزسلك ماشيننري« المتخصصة في مجال تقطيع الألمنيوم وتثبيت القطع مع بعضها البعض، وكذا وضع اللمسات الأخيرة للأبواب والنوافذ المصنوعة من هذه المادة، وفي هذا الصدد قال ممثل المؤسسة، بأن مشاركة هذه الأخيرة هو قصد التعريف بمنتوجها الذي يعد أول مصنع للآلات ذات الاستعمال في كل النشاطات الصناعية، لاسيما قطاع النوافذ والأبواب، ومعالجة مادة الخشب بواسطة العتاد الحديث المراقب من طرف الاعلام الآلي وفريق عمل كفء. وأكد على أن مؤسسة »أوزسلك« لديها خبرة طويلة في الميدان، مما مكّنها من الحصول على شهادة ايزو 9001 لنظام تسيير الجودة، الممنوح من قبل المعهد التركي للمقاييس بالاضافة إلى شهادات اعتراف أخرى. وبالنسبة لتقييم السوق الجزائرية، قال ممثل المؤسسة بأنه لا يستطيع إصدار أحكام، بحكم أنه يشارك لأول مرة في المعرض، وليست له دراية بالسوق الاقتصادية الوطنية، مضيفا بأنه يطمح لإقامة شراكة مع نظرائه الجزائريين. واعتبر السيد جلول خواس إطار بالوكالة الوطنية لتطوير الإستثمار، معرض المنتوجات التركية فرصة إضافية للحذو باتجاه المؤسسة التركية التي تهتم بالسوق الجزائرية. وقال في تصريحه لجريدة »الشعب« بأنه قد حان الوقت بالنسبة للمؤسسات التي لم تأت للمضي قدما للاستثمار في مجالات أخرى غيرالتجارية والاستقرار بالجزائر، مضيفا بأن الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار سترافقهم في مشاريعهم. وفي هذا الصدد أكد السيد »خواس« بأنه منذ سنة 2000 لغاية العام الماضي سجّل على مستوى الوكالة 45 مشروعا في قطاعات مختلفة كقطاع البناء، الصناعة، الأشغال العمومية، الري، وقد لاقوا نجاحا في الميدان، مشيرا إلى أن الأتراك حيويون في نشاطهم وتربطنا بهم علاقات تاريخية وجغرافية. وأضاف المتحدث، بأن الاقتصاد الوطني له رؤية مستقبلية واضحة بالرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية لأن بلادنا تتوفر على موارد بشرية ومادية مؤهلة لاقتحام سوق المنافسة، وأنه يمكننا جعل الجزائر قاعدة للانتاج بهدف إغراء الأسواق الأخرى. وفي رد السيد »خواس« عن سؤالنا حول الفائدة التي أتت بها الشركات التركية لبلادنا، أجاب بأن المؤسسات التركية المستقرة بالجزائر، استحدثت العديد من مناصب الشغل، واستقدمت منتوجات بأسعار معقولة لأن استيرادها يكلف كثيرا لاسيما الآلات، بالاضافة إلى أن تلك المنتوجات تخضع لتكنولوجيا عالية. وقال أيضا، بأن الشركات التركية تشارك في حركية اقتصادنا الوطني، وهي واعية بأهمية الإمتيازات التي توفرها السوق الجزائرية، ولهذا فهم يدعون المتعاملين بتركيا للقدوم إلى الجزائر والاستثمار كلما سنحت الفرصة. وما تجدر الإشارة إليه أنه من ضمن 45 مشروعا تركيا السالف الذكر هناك مؤسسات خاصة استثمرت مباشرة، وأخرى قامت بشراكة مع المؤسسات العمومي ------------------------------------------------------------------------