عرفت النشاطات الثقافية والفكرية في شهر رمضان المعظم وتيرة قوية ميزها التنوع وكثرة الجماهير الوافدة على مختلف الفنون من المسرح الى الفن والطرب والسينما والنقاشات الفكرية في صورة منحت لمختلف المدن رونقا خاصا مع الشهر الفضيل. واستقطب قصر المعارض جماهير قياسية بعد أن برمج الديوان الوطني للثقافة والإعلام العديد من السهرات الفنية وكانت تلك التي نشطها ''كادار الجابوني، والشاب خلاص'' الأكثر حيوية، حيث فاقت الجماهير كل التوقعات حتى وجدت الهيئة المنظمة صعوبات كبيرة في التحكم في جموع المواطنين والعائلات. وقد ساهم توفر النقل في الجهة الشرقية من العاصمة بفعل تواجد التراموي في زيادة عدد الجماهير وهو المشهد الذي يعكس الإمكانيات الضخمة للنهوض بالفعل الثقافي في بلادنا وإدراجه في برامج التنمية المستدامة لأن الثقافة عامل مهم في إحياء هذا الجانب. 83 فنانا وفرقة أضاؤوا ليالي الكازيف تداول على مسرح الكازيف 83 فنانا وفرقة من مختلف ربوع الوطن أمتعوا الجماهير الحاضرة بالطرب والراي والشاوي والقبائلي والعاصمي والصحراوي في فسيفساء فنية أضاءت سماء الكازيف ومكنت آلآف الجماهير من غرب العاصمة بالتمتع بالفن الجزائري الأصيل والمعاصر. وأرسى الكازيف تقاليد سنوية منتظمة جعلته منارة فنية ومساحة لمختلف الفنانين لتطوير قدراتهم ومهارتهم. وشهد حفل الاختتام أمس حضوريا هاما للجمهور ليضرب الجميع موعدا للسنة القادمة ببرنامج ثري ووجوه أخرى محلية وعالمية لتلبية أذواق الجمهور والتفتح على مختلف الثقافات. الروح تعود للمركب الثقافي عبد الوهاب سليم بشنوة عادت الروح للمركب الثقافي عبد الوهاب سليم بشنوة بتيبازة بعد أن قرر الديوان الوطني للثقافة والإعلام تخصيص جزء من برنامجه الرمضاني لولاية تيبازة، حيث تداول على تنشيط السهرات الفنية 27 فنانا ومنشدا وفرقا فنية من مختلف الطبوع. وما لفت الانتباه في مختلف سهرات شنوة هو منح الأفضلية للفرق المحلية والمناطق المجاورة مع تغليب طابع الإنشاد لما يتلاءم مع تقاليد المنطقة. وكان للطرب والأندلسي والشعبي نصيب من برنامج الديوان الوطني للثقافة والإعلام، حيث احتضنت قاعة الموقار عديد الفنانين على غرار كمال القبي وناصر مقداد ونادية بن يوسف، حيث تقرب الجمهور من فنانينهم المحبوبين بعد غياب طويل . مسرح تيزي وزو يصنع الحدث صنع مسرح تيزي وزو الحدث في شهر رمضان المعظم من خلال البرنامج الثري والمكثف الذي سطره وجلب من خلاله جمهورا معتبرا أعاد للفن الرابع مجده الضائع. وتمتع سكان مدينة كاتب ياسين ب 28 مسرحية باللغات العربية والأمازيغية وأدتها مختلف الفرق المسرحية المحلية وأخرى من سكيكدة وأم البواقي وباتنة وسطيف وعنابة. ولم يتخلف المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي مسرحيتين ''البدلة البيضاء'' ومسرحية ''المذنبون'' وجلبت إليها محبي وعشاق المسرح وضمنوا التنوع لسكان العاصمة. وتمنح العلامة الكاملة للجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية التي سطرت برنامجا فكريا هادفا في رمضان المعظم تناولت فيه عديد القضايا التي تهم المجتمع والمثقفين واستدعت أسماء ثقيلة كانت قيمة مضافة للفكر والنقاش الثقافي. وقد ترك الدكتور مصطفى شريف بصماته في النقاش من خلال إثارته لقضايا الوسطية في الإسلام في وقت تعرف فيه مختلف الأقطار العربية تجاذبات كبيرة بين مختلف التيارات السياسية، وقد تم توضيح الكثير من الأفكار حول مختلف النقاط التي تجنب المجتمع التطرف والوقوع في فخ الجماعات التيئسية. كما كان الفضاء فرصة لتناول ''مصدر الشرعية السياسية في العالم العربي'' ومشكلة الدولة الوطنية في الوطن العربي ڤوالكتابة في الممنوع، حيث برز أمين الزاوي بأفكاره الجريئة وتمرده على العديد من الطابوهات. وعليه فالحراك الثقافي في بلادنا وبكل ما يحمله من تناقضات وتجاذبات فقد بدأ يأخذ طريقه نحو إرساء تقاليد في مختلف المجالات وما حضور الجماهير بقوة إلا دليل على إمكانية الاهتمام بالنوع أكثر من الكيف مستقبلا.