إن كل ما أخشاه أن تتطفّل عيناي لما أكتب، تاركا عيون قلبي هي من تقوم بمهمة التسلل إليك. ليس خوفا من ألسنة الفضوليين ،ولكن خوفا من تسرب بعض هذه الإرهاصات التي تنتابني لحظة بثي إليك كل هيامي واحتراقاتي كي لا يقاسمني أو يشاركني أحد في هذا الذي أسميه استثنائيا كبتُ هواي. حاولت أن أستحضر النية منذ ثلاثة مائة وأربعة و ستون يوما حتى باغتني ''السان فالونتان'' في أبهة ايقظتْ في نفسي وميض الغيرة. انتابني الخوف لحظة البدء، صرتُ مترددا خوفا من أن يقاسمني فيك هؤلاء مرة أخرى، وأنتِ الغائبة عني دوما ، رغم آلاف الخطابات التي كنتً قد أرسلتُها من قبل، ورغم المحطات التي انتظرتكِ فيها. لقد كانت الفاتحة، فاتحة لهجر أعلم أنه لأجل مسمى، و أن الوردة سوف تكبر مع الريح، وسوف تكبر معها أحزاني وأتعابي، فعندما همّتْ الروعة أن تُكبِّل خطاي لحظة الشك، كنتُ أتقصى آثارَ اليمام وراء المواسم، أين ضعت في البحث عنك، وزالت الآثار أمامي عندما أيقظني لطف أطفالي فجأة، وأعادني في شريط الأمس إلى صوتها وهي تردد'': لا تشغل البال بماضي الزمان .''!.. استيقظتُ على غير العادة، سلمني القدر كأس المنى، بحثت عن ''السان فالونتان'' في الليل إذا سرى وجده، وقربي يحترق الفانوس ليضيء عتمة هذه الشطآن، والمرافئ، يهزمني المشهد، لم أجدك أمامي، لم تعد رائحة ''جيفانشي'' تُحرك فيك تمرّد الأنثى، غابت المشاهد عني، وتلاشت صورا جمة، اختفى الزمان كله في اللامكان، سقطت طاولتي، الرفاق ،العشق، أحمر الشفاه، رائحة عرقي. أهازيج أغنية ''علاش.. علاش .. تعاديني يا عمري''.. رائحة ''المالبورو'' التي لوثت خلوتنا، غاب هؤلاء جميعهم، وغبت أنا المكسور الجناح. لا يمكنني مخالفة شرطة القصر، وقوانينهم لا تعترف بالعشق. فمعذرة للمرة الألف إن حضرتي في أبهة خارقة، وتزينتِ لي استثناء في هذا العيد. انتظريني لن أجيء! لن أحضر!!