تحول مؤخرا شارع العربي بن مهيدي الواقع بقلب مدينة قسنطينة، المعروف بشارع ''طريق جديدة '' من شارع تاريخي وقديم، قدم المدينة العتيقة إلى مجرد حاوية ومكب كبير للأوساخ، خاصة و أن هذا الشارع يعتبر مدخلا رئيسيا وبوابة لمدينة الجسور المعلقة. فالزائر لهذه المدينة التاريخية يلمح من الوهلة الأولى حالة غير معهودة من التسيب والإهمال التي آل إليه الشارع وكذا شوارع المدينة الأخرى على غرار شارع نهج فرنسا سابقا، القصبة، الشارع وسيدي جليس، هذه الأحياء و على رأسها شارع ''العربي بن مهيدي'' تآكلت شوارعها في الفترة الأخيرة وتشققت جدرانها وزالت أرصفتها و غاصت وسط أكوام المزابل والأوساخ المنزلية، خاصة تلك التي يرميها أصحاب المحلات التجارية الواقعة على طول شارع ''طريق جديدة'' و شارع فرنسا، هذه الأخيرة التي تمثل نسقا عمرانيا مميزا وتاريخا يروي مرحلة التواجد العثماني والفرنسي بالمدينة التي تحولت بالرغم من تخصيص ملايير الدينارات لترميمها وتحديثها إلا أن أحياءها تعيش المعاناة والتهميش الناتجة عن سياسة الإهمال واللامبلاة التي زادت من حدة الوضع. فقنوات الصرف الصحي المعطلة والأرصفة المنعدمة ونقص وعي المواطنين والتجار وعدم اهتمام المسؤولين هم عوامل حولت قلب المدينة إلى مجرد مزبلة عمومية نتج عنها انتشار رهيب للروائح الكريهة والجرذان، هذا و قد اشتكى العديد من السكان عن العطب الدائم الذي أصاب القناة المسؤولة عن توزيع المياه الصالحة للشرب، إذ حولت كلا من ''شارع فرنسا'' و ''العربي بن مهيدي'' إلى سيل يجرف معه كل من يجده أمامه. هذا الأمر الذي أثار استياء و تذمر المواطنين لاسيما منهم القاطنين ''بشارع العربي بن مهيدي'' كونه يعرف حركة مرورية وتجارية كبيرة، متسائلين عن سبب هذا الإهمال الذي طال المدينة حيث عبر لنا أحد المواطنين الذين إلتقيناهم أثناء الجولة الاستطلاعية التي قامت بها ''الشعب '' لهذه الأحياء التي ورغم التسيب لاحظنا أنها لا تزال تحافظ على جمالها ورونقها. كما أن الأحياء العتيقة بقسنطينة راحت ضحية المشاريع الضخمة والبرامج التنموية التي لم نر منها إلا كلمات قيلت على أفواه المسؤولين الذين يتعاقبون على هذه الولاية التي لم تجد من ينتشلها من الزوال و الضياع، ليضيف مواطن آخر أن الشوارع لا يتم تنظيفها من مخلفات السكان والتجار بشكل دوري ما يسبب تراكمها أمام مداخل العمارات وأبواب المحلات وهو ما يشوّه المنظر العام للمدينة خاصة وأن هذه الشوارع تحوي مراكز ولائية، جامعية، ومقرات بلدية، ليطالب بذلك سكان الأحياء السالفة الذكر وعلى رأسهم سكان وتجار ''العربي بن مهيدي'' العريق السلطات خاصة منها البلدية بضرورة الالتفات لهذه الأحياء التي تعتبر من معالم المدينة وتحمل في طياتها تاريخ سيرتا العظيم و إخراجها من دوامة الفوضى والمزابل التي أصبحت تطبع شوارعها وأنهكت يوميات سكانها.