عاد عمار سعداني من الباب الواسع لقيادة حزب جبهة التحرير الوطني بعد تزكيته من قبل أكثر من 250 عضو من اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، ليخلف الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم الذي سحبت منه الثقة في جانفي الماضي هذا في الوقت الذي راسل فيه المنسق العام السابق للحزب وزارتي الداخلية والجماعات المحلية والعدل للطعن في أشغال الدورة المركزية والمطالبة بإلغاء النتائج التي توصلت اليها. وتمكن بومهدي رئيس الدورة العادية للجنة المركزية من عقد الأشغال بعد أن تمكن من تقديم كل الوثائق التي تؤكد توفر النصاب والأمن وغيرها من الإجراءات التنظيمية التي تقدمها لمجلس الدولة. وحتى وان غاب عمار تو وعبد العزيز زياري ومغادرة حراوبية لفندق الأوراسي قبل بدء الأشغال في صورة تؤكد وقوفهم إلى جانب منسق الحزب عبد الرحمن بلعياط لم تتأثر الأشغال في صورة تؤكد العمل الحثيث في الكواليس لتمرير الأشغال والتفاهم على عمار سعداني كأمين عام جديد للحزب. وبالمقابل تحدث عمار سعداني أول أمس في الندوة الصحفية التي أعقبت تزكيته من قبل أعضاء اللجنة المركزية بالإجماع عن سعيه للم شمل حزب جبهة التحرير الوطني وإصلاح ذات البين، موضحا بان ما يعيشه الحزب ليس انقساما بقدر ما هو صراع أفكار. وأضاف قائلا «سأعمل على توحيد الصفوف والمصالحة بين المناضلين الذين يجب أن يبعدوا كل بذور الانقسام». وأشار نفس المصدر بأن حزب جبهة التحرير الوطني أكبر من أن يكون فضاء للصراعات بل هو مؤسسة تساهم في النهوض وتنمية الوطن .
الحديث عن الرئاسيات مازال مبكرا التريث في اختيار تشكيلة المكتب السياسي لتفادي التبعات السلبية قرر عمار سعداني الأمين العام الجديد لحزب جبهة التحرير الوطني التريث في اختيار تشكيلة المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني حتى يتمكن من تجاوز المرحلة الحالية للحزب التي وصفها بالصعبة ويقع اختياره على تشكيلة شاملة جامعة ولو بضم أعضاء من أجنحة أخرى لتفادي الانقسامات والمشاكل. يظهر أن رئيس المجلس الشعبي الوطني السابق على علم بكل كبيرة وصغيرة في الحزب ولهذا أجل اختيار التشكيلة المقربة منه ليشرع في مفاوضات ومشاورات مع الإبقاء على عمل الكواليس لتحقيق الاجتماع والتوافق. ويسعى الأمين العام الجديد للدخول بقوة والشروع في تحضير الرئاسيات ومؤتمر الحزب العاشر المنتظر بداية 2015 وبالتالي لم يشأ التسرع حتى يتخلص من الصراعات والمشاكل الجانبية التي تؤثر سلبا على السير الحسن للحزب. وتعهد سعداني بمواصلة برنامج الحزب حتى لا يعطي الصورة بأنه جاء ليمحي آثار الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم ومنه الدعوة لمواصلة عمل الحزب. وشدد سعداني على مواصلة تنفيذ برنامج «الأفالان» الذي أقره المؤتمر الأخير واصفا اياه بالمشروع الوطني لرئيس الجمهورية ورئيس حزب جبهة التحرير الوطني السيد عبد العزيز بوتفليقة. ورفض سعداني ربط ما حدث من تطورات في دورة اللجنة المركزية بالرئاسيات التي قال بأن الحديث عنها مازال مبكرا موضحا «أن اللجنة المركزية هي التي تملك صلاحيات اختيار مرشح الحزب للرئاسيات». وستحمل الأيام القادمة من دون شك مفاجآت كبيرة من خلال انضمام الكثير من المناضلين الذين يقفون الى جانب بلعياط إيمانا منهم بان مرحلة جديدة يقبل عليها الحزب لا مجال فيها للمناورات خاصة في ظل الطريقة التي جرت بها أشغال الدورة المركزية بالأوراسي والتي مرت في ظروف عادية.