يجري الحديث في كواليس جبهة التحرير الوطني عن استدعاء وشيك لاجتماع الدورة الطارئة للجنة المركزية، حيث نقلت بعض الأوساط أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يكون قد وافق على إنهاء حالة الترقب التي سادت "الأفلان" منذ الإطاحة بالأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم الذي يرجح أن يخلف في هذا المنصب عمار سعداني. عاد اسم رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق، عمار سعداني، إلى الواجهة بعد الحديث عن تزكيته من طرف الرئيس الشرفي لجبهة التحرير الوطني ليكون الأمين العام المقبل للحزب، وبحسب ما أشارت إليه بعض التقارير نقلا عن مصادر مسؤولة في "الأفلان" فإن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يكون أعطى الضوء الأخضر لاستدعاء الدورة الطارئة للجنة المركزية التي لم تنعقد منذ أواخر شهر جانفي من العام الحالي. وذكر موقع "كل شيء عن الجزائر" أمس تفصيلا جديدا بخصوص أزمة جبهة التحرير الوطني، حيث أشار إلى أن سعداني أصبح المرشح الأقرب لخلافة عبد العزيز بلخادم على رأس حزب الأغلبية، وهو ما يعني وفق المصدر ذاته بأن موعد انعقاد الدورة الطارئة للجنة المركزية أصبح قريبا بعد قرابة السبعة أشهر من الانتظار، لكن ليست هذه المرة الأولى التي يتداول فيها اسم عمار سعداني الذي سبق أن أعلن قبوله بالمنصب في حال تحصل على تزكية من طرف أعضاء أعلى هيئة بين مؤتمرين. وتزكية الرئيس الشرفي للحزب لشخص سعداني تعني بوضوح مؤشرات بداية نهاية الأزمة في الحزب العتيد الذي لا يزال يبحث عن رأس، ورغم التحفظات التي يطلقها عدد من أعضاء اللجنة المركزية حيال الرئيس الأسبق للمجلس الشعبي الوطني بضلوعه فلي قضايا فساد، فإن الأخير اعتبر هذه المزاعم محاولة للإساءة لصورته من أجل تحقيق طموحاتهم الشخصية، ويبرز عبد الكريم عبادة على رأس أشدّ المعارضين لتزكية سعداني أمينا عاما لجبهة التحرير الوطني، لكن مقابل ذلك يميل منسق المكتب السياسي عبد الرحمان بلعياط نحو هذا الخيار على الرغم من أنه متمسّك بمبدأ التحفظ نظار للمنصب الذي يشغله حاليا. وحسب المصادر التي استند عليها الموقع المذكور فإن "الرئيس بوتفليقة ردّ إيجابيا من أجل الإسراع في انتخاب أمين عام جديد"، لكن لا يبدو أن اللجنة المركزية ستجتمع قبل أن يتجاوز "الأفلان أزمة تجديد الهياكل بالمجلس الشعبي الوطني، وعليه يرجح أن يتمّ الفصل في قضية القيادة بعد الدخول الاجتماعي، وتزامنا مع ذلك لا يزال بلعياط متمسكا بموقفه القاضي ب "عدم توفر الأجواء المناسبة لاستدعاء الدورة الاستثنائية للجنة المركزية"، مشدّدا على أن هناك "أزمة ثقة بين عدد من أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي حالت دون الإسراع في اختيار خليفة بلخادم". كما يعتبر سعداني مرشحا مفضلا للأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم الذي لا يريد الأعضاء الذين قادوا حملة سحب الثقة منه أن يتولوا زمام القيادة في الحزب، وهذا من بين المعطيات التي تكشف بأن استمرار الأزمة داخل "الأفلان" مرجعه حسابات الانتخابات الرئاسية المقبلة لاسيما وأن بلخادم لم يفقد الأمل في أن يكون واحدا الأسماء التي ستكون حاضرة في السباق الانتخابي المقرّر العام المقبل. ويسود خلاف إجرائي حول من يستدعي دورة اللجنة المركزية، فيما ينتظر رئيس لجنة الترشيحات المنبثقة عن الدورة السادسة أحمد بومهدي ردّا من مصالح وزارة الداخلية بخصوص طلب التذكير الذي تقدّم به قبل ثلاثة أسابيع لمنحه ترخيصا بعقد الدورة الطارئة، ومعلوم أن لجنة الترشيحات تسلّمت حوالي 12 قياديا من بينهم عمار سعداني وعبد العزيز زياري ومحمد بوخالفة وبعض الأسماء الأخرى من أعضاء اللجنة المركزية.