خلصت صحيفة «نيويورك تايمز» في قراءتها لتطور الأزمة السورية إلى ترجيح فشل البيت الأبيض في إقناع الكونغرس بالموافقة على شن ضربة عسكرية ضد سوريا، كما أكدت أن الرئيس باراك أوباما سيعلن قراره النهائي بشأن التدخل في خطاب سيلقيه ليلة هذا الثلاثاء من البيت الأبيض. وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد المعلومات الاستخباراتية وعديد المكالمات الهاتفية وجلسات الاستماع مع كبار أعضاء المجلس، أصبح المزيد من المشرعين، سواء من الجمهوريين أو الديمقراطيين، يميلون للتصويت ضد قرار الرئيس حيث أوضحت أن عدد الذين أعلنوا رفضهم لأي تدخل عسكري في سوريا يقارب 218 عضو. في المقابل قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس، أن الولاياتالمتحدة لا تستبعد إمكانية العودة إلى مجلس الأمن للحصول على قرار بشأن توجيه ضربة عسكرية لسوريا بمجرد أن ينتهي مفتشو الأسلحة التابعون للأمم المتحدة من إعداد تقريرهم. وأضاف كيري خلال مؤتمر صحفي في باريس عقده مع نظيره القطري خالد العطية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يتخذ قرارا بعد بخصوص هذا الأمر. وأكد بأن نهاية الصراع في سوريا يتطلب حلا سياسيا. تشكيك في فعالية الضربة ووسط شكوك في أن تؤدي الضربة العسكرية الأمريكية إلى الحد من قدرات الأسد العسكرية، أكد ضابط لصحيفة ڤلوس أنجلس تايمزڤ أن العملية التي يجري التخطيط لها ستكون بمثابة ڤعرض قوةڤ تدوم عدة أيام وأنها لن تؤدي إلى تغيير كبير في الوضع على الأرض. فيما ذهب ضابط آخر للصحيفة أن الضربة الأمريكية المرتقبة «لن تؤثر استراتيجيا على الوضع الحالي للحرب رغم أن القتال قد يستمر سنتين إضافيتين». اتهام واشنطن بالتواصل مع «جبهة النصرة» أكد رئيس «هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير السلمي» المعارضة في الخارج هيثم مناع أنه يمتلك أدلة تثبت وجود اتصال مستمر بين الإدارة الأمريكية ومسلحي كل من «جبهة النصرة» و«أحرار الشام» الذين يقاتلون ضد النظام السوري. وأعرب في تصريح للفضائية الإخبارية «روسيا اليوم» عن أسفه لأن الوسيط بين المجتمع السوري والإدارة الأمريكية حاليا هو «مجموعة من الأشخاص الذين رهنوا أنفسهم للخارج أكثر مما رهنوا أنفسهم لخدمة قضية التحول الديمقراطي في سوريا». وأضاف «إن وضعنا حقيقة معقد جدا.. وما يزيد من تعقيده هو عدم حسم الإدارة الأمريكية بسبب تحالفاتها المحلية والإقليمية لموقفها من الحل السياسي». وأضاف إن «ما يعملونه والتصرف المتخبط للإدارة الأمريكية ندفع ثمنه فعلا كشعب سوري وكديمقراطيين». وتعتبر «جبهة النصرة لأهل الشام» منظمة سلفية جهادية متشددة برزت أواخر العام الماضي في سوريا عندما راحت تتبنى عمليات تفجير بعضها انتحاري . تحالف «الألبا» ضد التصعيد جدد وزراء خارجية دول التحالف البوليفاري لأمريكا اللاتينية (الألبا) خلال اجتماع استثنائي عقد السبت بالعاصمة الفنزويلية كراكاس رفضهم للضربة العسكرية التي تستعد الولاياتالمتحدة توجيهها لسوريا. وقالت مصادر إعلامية، أمس، إن دول «الألبا» التي تضم كل من فنزويلا وكوبا وبوليفيا والإكوادور ونيكاراغوا والدومينيك وسان فسينتي والغريناديناس وأنتيغوا وبربودا، أكدت خلال هذا الاجتماع رفضها للضربة العسكرية التي تعتزم الولاياتالمتحدة توجيهها لسوريا ولاتهامها باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المواطنين. كما أشارت إلى أن التهديدات الأمريكية «ترتكز على اتهامات موجهة إلى النظام السوري لم يتم حتى اللحظة تأكيدها»، وحذرت من اندلاع حرب «قد تؤدي إلى نتائج كارثية في منطقة الشرق الأوسط وتهدد السلم العالمي». أمريكيون يتظاهرون ضد التدخل العسكري خرج عشرات الأمريكيين في مظاهرات أمام البيت الأبيض، أول أمس، ضد مشروع توجيه ضربة عسكرية لسوريا ثم توجهوا إلى الكونغرس بواشنطن للتعبير عن معارضتهم لهذه الضربة. تجمع نحو 200 متظاهر عند البيت الأبيض ورددوا عبارات «أنت تقول مزيد من الحروب ونحن نقول لا مزيد من الحروب».. «أوباما لا تتدخل في سوريا، الكونغرس لا تتدخل في سوريا». كما رفعوا لافتات كتب عليها «قصف سوريا لا يحمي الشعب بل يقتله». هذا ومن المقرر أن يبدأ الكونغرس اعتبارا من اليوم في مناقشة الخطة التي إقترحها أوباما لضرب سوريا.