ينتظر المجتمع الدولي نتيجة التفويض الذي طلبه الرئيس الأمريكي باراك أوباما من مجلس شيوخه بخصوص الخطوة العسكرية التي خططت لها الإدارة الأمريكية وتعتزم تنفيذها هذه الأيام ضد سوريا، على خلفية اتهامها النظام السوري باستعمال السلاح الكيماوي في الحرب التي يخوضها ضد المعارضة، مستغلة في ذلك أحداث الغوطة الأخيرة ذريعة تدخل قصري في دمشق. في انتظار رد الكونغرس الأمريكي على طلب أوباما تتعالى الأصوات المؤيدة والمنددة بالمشروع العسكري الأمريكي في المنطقة، حيث أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس أن الولاياتالمتحدة تسلمت وحللت عينات تثبت استخدام غاز السارين في هجوم ال 21 أوت الذي اتُهم النظام السوري بتنفيذه في الغوطة بريف دمشق، داعياً الكونغرس الى الموافقة على توجيه ضربة عسكرية للنظام، وقال كيري لمحطة “أن بي سي نيوز” و”سي أن أن” أن فحص آثار غاز السارين من العينات التي أخذت من المنطقة وتسلمتها واشنطن كان إيجابياً، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية اطلعت على تطورات كبيرة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، فيما يصر النظام السوري على رفض الإدعاءات الكاذبة التي يتهم بها و أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري لجوء أوباما الى الكونغرس جاء للبحث عن مخرج من الورطة التي وضع الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون نفسيهما فيها وأقحما معهما أطرافا أخرى، ونقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن الجعفري قوله أن أوباما يخضع لضغوط هائلة من اليمين المتطرف والصهيونيين الجدد ومن إسرائيل وتركيا وكذا بعض العرب، واعتبر الجعفري أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن وجود أدلة عن استخدام الحكومة السورية للسلاح الكيماوي في ريف دمشق تفتقد للمصداقية وهي ذاتها الدلائل التي استخدمها كولن باول لدى مجلس الأمن عام 2003 لتبرير غزو العراق. من جهته دعا الائتلاف السوري المعارض أمس الكونغرس الأمريكي إلى دعم توجهات الحكومة الأميركية في توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري، ودعا الائتلاف في بيانه أعضاء الكونغرس الأميركي إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية اتجاه الشعب السوري واتخاذ القرار الصحيح بدعم الخيار الأمريكي من أجل وقف ما وصفه بآلة قتل النظام التي تواصل إراقة دم السوريين. وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أعلنت أمس الأول أن تحليل العينات التي استخرجها مفتشو الأممالمتحدة بشأن الأسلحة الكيميائية في سوريا قد يستغرق ثلاثة أسابيع، موضحة في بيان أصدرته بعد وصول المفتشين إلى لاهاي أن الأدلة التي جمعها الفريق ستمر بمختبر أووربي قبل الإعلان عن نتائجها في أجل أقصاه ثلاثة أسابيع.