شكّلت عودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة وارتفاع أسعار اللوازم المدرسية، حديث العام والخاص ببجاية، حيث تشهد مختلف أسواق ومحلات بيع الألبسة والأدوات المدرسية ومنذ أسبوعين، إقبالا كبيرا وحركية غير عادية من طرف العائلات، من أجل اقتناء ما تيسّر منها لأبنائها. فغلاء أسعار اللوازم المدرسية هذا العام أرهق كاهل العائلات البجاوية وأدخلها في دوامة من القلق، كون إرضاء رغبات الأطفال يتطلب صرف ميزانية كبيرة، كما أنّ الارتفاع الرهيب للأسعار حال دون شراء جميع الأدوات المدرسية المطلوبة، خاصة بالنسبة للأسر ذات الدخل المحدود والضعيف، التي تشتكي من المصاريف الكثيرة التي لا تنتهي، ما يضطر بالكثير منهم إلى الاستدانة لتغطية الاحتياجات المتزايدة في ظل الغلاء الفاحش للمستلزمات المدرسية التي بلغت مستويات قياسية، وقد تباينت آراء الآباء حول تلبية رغبات أبنائهم في شراء الادوات المدرسية، فخلال جولة قادتنا إلى بعض أسواق بيع الأدوات المدرسية، كشفت سيدة في الثلاثينات من عمرها وهي ربّة بيت، "أنّ الأسعار المرتفعة جعلتها حائرة أمام توفير مصاريف اللازمة لشراء حاجيات أبنائها الثلاثة، خاصة وأنّ الموعد جاء مع نهاية العطلة الصيفية التي استهلكت كل ما ادّخرته طيلة سنة كاملة". من جهته، أكد السيد "كمال ع"، وهو موظف في مؤسسة عمومية أنّه " في ظّل الارتفاع الذي سجّلته أسعار الملابس والأدوات المدرسية هذه السنة مقارنة بالسنة الفارطة، كان لزاما عليّ أن أشتري ملابس العيد لأطفالي، وهي نفس الملابس التي سيرتدونها عند الدخول المدرسي، فالراتب الشهري لا يسمح بتغطية كل الاحتياجات، لهذا فأنا مجبر على شد الحزام لتوفير ثمن الأدوات المدرسية". ويرى أصحاب المحلات أنّ هذا الارتفاع المحسوس لأسعار السلع المعروضة مقارنة بالسنة الماضية، مردّه غلاء أسعار المواد الأولية والسلع المستوردة في الأسواق العالمية، غير أنّ المناسبة تبقى فرصة لهم للتفنن بعرض سلعهم بأسعار معقولة وأصناف متنوعة، بهدف استقطاب أكبر عدد من الزبائن، كما أنّها فرصة مواتية لبعض الشباب البطال الذين نصبوا طاولات منذ قرابة أسبوعين على حواف طرقات المدينة، وبجانب الأسواق لبيع اللوازم المدرسية وبأسعار مغرية، خاصة بالنسبة للعائلات ذوي الدخل المحدود، فهذا النشاط حتى وإن كان غير قانوني سيسمح لهم بالتأكيد بربح بعض الأموال التي هم في أمسّ الحاجة إليها. وفي سياق ذات صلة، تعكف مديرية النشاط الاجتماعي ببجاية على تقديم مساعدات لفائدة التلاميذ المعوزين، حيث خصّصت لهم غلافا ماليا قدّر بمليار سنتيم، ومن شأن هذه المبادرة الطيبة التي استحسنها الأولياء، إدخال الفرحة في قلوب هؤلاء وتشجيعهم على بداية المشوار الدراسي، وهذه العملية من شأنها كذلك توفير الأجواء لأبنائنا للتحصيل العلمي. وبخصوص كيفية توزيع هذه الحقائب ستحوّل لمديرية التربية، التي بدورها توزعها على مختلف المؤسسات التربوية في الأطوار الثلاثة. وتشمل هذه المساعدات محافظ، مآزر وأدوات مدرسية تتلاءم وحاجيات التلاميذ المستفيدين منها، على أن تستمر العملية إلى غاية شهر أكتوبر المقبل، وستمس الأطفال المتمدرسين في الطورين الأول والثاني من التعليمين الابتدائي والمتوسط، والذين ينتمون إلى عائلات معوزة عبر كامل المؤسسات التربوية بالبلدية. وللإشارة، فإنّ السلطات الولائية ببجاية قد وفّرت كل الظروف لاستقبال أزيد من 190 ألف تلميذ في الأطوار التعليمية، من بينهم 88005 تلميذا على مستوى 560 مدرسة ابتدائية، و22499 تلميذا على مستوى 154 متوسطة، و44119 تلميذا على مستوى 52 ثانوية، حيث سخّرت كل الإمكانيات البشرية من مؤطرين ومعلمين وأساتذة، إلى جانب الإمكانيات المادية من تجهيزات وعتاد بيداغوجي.