أكد الوزير الأول، عبد المالك سلال، ان الدولة تركز في الفترة القادمة على استرجاع قاعدتها الصناعية ورفع الإنتاج الفلاحي، وافاد ان الحل الوحيد للقضاء على مشكل البطالة يتمثل في انشاء المشاريع الخاصة، معلنا ان الإدارة غير قادرة على استيعاب عدد اكبر من الموظفين. أعلن امس، عبد المالك سلال، امام ممثلي المجتمع المدني بولاية المدية، ان اجتماع الثلاثية المقبل سيكون فرصة لوضع استراتيجية للنهوض بالقطاع الصناعي، يكون قوامها انشاء مؤسسات عمومية وخاصة مختلطة، ومؤسسات جزائرية واجنبية لتحقيق الهدف المسطر من طرف رئيس الجمهورية والحكومة و«سننجح فيه ان شاء» قال سلال. ودعا الى الابتعاد عن الديماغوجية، وايجاد حجج واهية لتجميد المشاريع، وكشف ان 30 بالمائة من المناطق الصناعية عبر تراب الجمهورية غير مستغلة ومحاطة بالسياج فقط، واستغرب كيف لاراضي سلمت لاصحابها لم تستغل منذ سنوات، مضيفا «صحيح، ممكن يواجهون بعض المشاكل البيروقراطية لكن لا يجب ان تبقى معطلة كل هذه المدة». وواصل سلال استدلاله بالارقام ان 40 بالمائة اراضي مناطق النشاط غير مستغلة ايضا، وشدد على ان الدولة لا يهمها تخطيط وتفكير الاشخاص «بقدر مايهمنا تعمير البلاد وبنائها وتوفير الشغل لأولادنا». وفي هذا السياق ذكر الوزير الاول ان 57 الف من الشباب بطالين ولم يحصلوا بعد على مناصب شغل ويكتفون ببعض المنح التي تمنحها الدولة لهم كمساعدة، موضحا «انها غير قادرة على حل المشكل ونحن نتفهم الشباب» وأضاف «الادارة ليست قادرة على التشغيل وتضم حاليا ازيد من 2 مليون عامل وسنصل الى الافلاس اذا تجاوزنا هذا الرقم». واكد سلال ان الحل الوحيد يكمن في انجاز المشاريع الخاصة، قائلا «كل جزائري يستطيع انجاز مشروع عليه بالتقدم وسندعمه» لافتا الى ان البنوك تملك الأموال وستمنح القروض. وفي سياق اخر، اشار سلال الى ان الشيء الاهم في البلاد حاليا هو الاستقرار والامن، وقبول المواطنين لحقيقة ان بناء الوطن يحتاج الى قليل من الوقت، مؤكدا ان ثقافة الاقصاء والتهميش والفساد والمحسوبية والرشوة سيكون مآلها الزوال مع الوقت وان هناك ارادة سياسية قوية للقضاء عليها. وجدد الوزير الاول دعمه للرئيس عبد العزيز بوتفليقة وبرنامجه وحبه لكل جزائري، معتبرا أن الاستقرار الذي تنعم به الجزائر في محيط صعب جدا «مكسب كبير جاء بفضل سياسة الوئام المدني ثم المصالحة الوطنية». وأضاف السيد سلال أن «الاستقرار الذي تعرفه الجزائر في محيط صعب وصعب جدا جاء بفضل رجال الدولة الذين وقفوا خلال العشرية الصعبة» مشيرا في هذا السياق أن ولاية المدية كانت «احدى المناطق التي عرفت مرارة العشرية الصعبة لكن تنعم اليوم بجو من الاستقرار والطمأنينة بفضل سياسة المصالحة الوطنية وقبلها الوئام المدني». وذكر أيضا أن الجزائر «عرفت سابقا مرارة الارهاب ومرارة الأزمة حيث كانت لاتملك في الخزينة أموال لشراء قنطار من السميد لكن اليوم الحمد لله الجزائر واقفة ولا أحد يدين لها ولو بسنتيم واحد».