«سوف نعمل على خلق وجهة مميزة للسياحة بالجزائر، دون خوض غمار المنافسة مع الوجهات العالمية الأخرى، على أن تهدف الاستراتيجية والمشاريع منذ الآن فصاعدا على بلوغ الجودة والنوعية في كل ما يتعلق بالخدمات التي سيقدمها القطاع مستقبلا». أحد التحديات التي تطرق إليها أمس، وزير السياحة والصناعة التقليدية، محمد أمين حاج سعيد، خلال تنشيطه لندوة نقاش، التي احتضنها منتدى «الشعب»، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسياحية. وقد شدد حاج أمين خلال النقاش الثري الذي تلى مداخلته بعنوان: «واقع القطاع والإستراتيجية المسطرة لتطوير وجهة الجزائر»، على «ضرورة تصحيح مسار السياسات التي اتبعت في القطاع منذ السبعينيات والتي اعتمدت على بذل الجهود لتطوير السياحة الخارجية وأهملت نوعا ما السياحة الداخلية». وأن يضع وزير السياحة صوب اهتمامات قطاعه تحسين واقع السياحة الداخلية، وتشجيع وتطوير كل من السياحة الجبلية، الحموية، السياحة الثقافية والإيكولوجية، فإن كسب هذه الرهانات الكبيرة يعتمد حسبه على «تكثيف جهود الكثير من الفاعلين، بدء بالمستثمر، المتعاملين من أصحاب وكالات السفر، مسيري الفندقة وكذا المواطن في حد ذاته والجماعات المحلية». وكشف حاج أمين على مشروع عمل مشترك بين قطاعه والعديد من القطاعات الأخرى، والرامي إلى « دراسة إمكانية خلق مكانيزمات لتحسين الخدمات السياحية وجعل التجوال بربوع الجزائر تجربة غنية يعيشها السائح المحلي أو الأجنبي، لا مجرد سفر فقط. وفي شأن آخر، اعتبر وزير السياحة والصناعة التقليدية، أن تطوير هذا القطاع الاستراتيجي، لا يمكن أن يتجسد فعليا، وأن يأتي بالنتائج المرجوة، دون أن يعتمد القائمون عليه على ورقة طريق، تشارك فيها العديد من القطاعات الأخرى، كقطاع البيئة وتهيئة الإقليم، التربية الوطنية، التعليم والتكوين المهنيين، الصحة، أسلاك الأمن وغيرها. وعن تجربة العمل الجماعي، كشف حاج سعيد عن قرب عقد شراكة بين قطاعه وقطاعات الدرك الوطني، الحماية المدنية، كامتداد لبرنامج إنشاء شرطة السياحة، والتي كانت بادرته بإبرام اتفاقية تكوين في هذا الشأن مع الأمن الوطني خلال الأشهر الماضية. وشجع وزير السياحة على الاستثمار العقلاني والمدروس وفقا لخصوصيات المناطق السياحية، والذي من شأنه أن يعطي كل منطقة الطابع السياحي الذي يتلاءم مع تضاريسها، مناخها، طباع أهلها، تاريخها، ومواردها الطبيعية والسياحية، ضاربا المثل بالاستثمار الذي قام به أحد الخواص بولاية ورقلة، حيث أنشأ فندقا سياحيا، غرفه عبارة عن مغارات نحتت بداخل جبل.