طرح عدد من منتجي عنب المائدة بولاية بومرداس جملة من المشاكل والعقبات التي تعترض نشاطهم في الميدان، من أبرزها ارتفاع ثمن الأدوية الكيماوية، غياب اليد العاملة التي وصفت بالمنقرضة، إضافة إلى غياب سياسة تسويقية من قبل المصالح الفلاحية بالولاية، حيث سقط الفلاح ومنتج العنب غير المتمرس في أنياب المضاربين بأسواق الجملة حيث أصبح سعر الكيلوغرام الواحد لا يتعدى 40 دينار في حين يصل 120 دينار في نقاط البيع بالتجزئة نتيجة غياب التنسيق بين المصالح المعنية. هي جملة من الانشغالات طرحها المنتجون بمناسبة تنظيم تظاهرة الطبعة الثانية لعيد العنب ببلدية سيدي داود شرق بومرداس، حيث استغلوا فرصة حضور ممثلي المصالح الفلاحية ووسائل الإعلام لعرض مجموعة من المشاكل اليومية في هذه الشعبة الفلاحية، لخصها صاحب الجائزة الأولى اوملال يوسف في إشكالية غياب اليد العاملة في الميدان الفلاحي أدت إلى إلغاء عدد من النشاطات الثانوية التي كانت تمارس من قبل لتحسين نوعية المنتوج، بالإضافة إلى صعوبة ضمان اليد العاملة القادمة من الولايات والمناطق المجاورة لأكثر من 15 يوما بسبب صعوبة الإيواء وطريقة التكفل بهم، كما طرح أزمة غلاء الأدوية الكيماوية في الأسواق حيث تضاعف سعرها من السنة الماضية إلى اليوم مقدما مثالا بالقول «..في بعض الأحيان ونتيجة لسوء الأحوال الجوية نقوم بصرف ما مقداره 30 مليون سنتيم من الأدوية يوميا لإنقاذ المنتوج»، متسائلا في النهاية عن النتيجة وما هي الطريقة المثلى لتعويض هذه الخسائر في ظل تدني سعر العنب في سوق الجملة..؟ كما طرح المنتجون أيضا مشكل التسويق الذي تحول بالنسبة لهم إلى هاجس يومي، في ظل غياب ونقص غرف التبريد لحفظ المنتوج لفترات أطول إلى غاية استقرار الأسعار، وتخوفات عدة أبداها المنتجون هذه السنة التي شهدت تأخرا كبيرا في نضج المنتوج، مقابل ظهور الكثير من الأمراض التي قد تأتي على مساحات كبيرة، وغيرها من الانشغالات الأخرى التي طرحت بالمناسبة، منها غلاء الأسمدة التي تصل أحيانا إلى 8 آلاف و10 دينار للقنطار، مشكل السقي التي واجهها بعض الفلاحين في عدد من السدود ببلديات الولاية.
تشجيع الصناعة التحويلية أهم المقترحات المقدمة
انشغالات الفلاحين والمنتجين حملتها «الشعب» مباشرة إلى مدير المصالح الفلاحية بالولاية محمد خروبي الذي اعترف بالصعوبات الميدانية التي يواجهها المنتجون، إلا انه أكد أن مديرية المصالح الفلاحية لم تبخل في تقديم كافة الإرشادات اللازمة ومرافقة الفلاح إلى غاية تسويق المنتوج مع تزويده بكافة الوسائل والتقنيات الحديثة لتطوير الإنتاج الذي بدأ يظهر جليا كما قال من خلال نسبة الإنتاج لهذه السنة التي تعدت لحد الآن 5 . 2 مليون قنطار أي بزيادة حوالي 10 بالمائة عن السنة الماضية التي سجلت فيها ولاية بومرداس إنتاج 3 . 2 مليون قنطار، كما اعتبر أن كافة المشاكل سيتم النظر فيها من أجل مساعدة الفلاحين على تجاوز أزمة هذه السنة التي شهدت فيها تأخرا كبيرا في نضج المنتوج وصعوبة تسويقه، دون تقديم تفاصيل عن إمكانية تقديم تعويضات في حالة حدوث انتكاسة هذه السنة مثلما يتخوف منه المنتجون. وعن الحلول البديلة المقترحة لتجاوز المشكل والتقليل من الخسائر، دعا مدير المصالح الفلاحية كافة المستثمرين إلى التوجه نحو النشاط الفلاحي والاستثمار في مجال الصناعات الغذائية التحويلية الخاصة بعنب المائدة كالمشروبات والمصبرات التي أثبتت نجاعتها تقليديا من أجل المساهمة في امتصاص كمية اكبر من المنتوج وبالتالي توسيع النشاط وتشجيع المنتجين على تطوير الإنتاج. يذكر أن تظاهرة عيد العنب لهذه السنة شهدت حضور حوالي 20 عارضا من 13 بلدية بالولاية، كما نظمت على الهامش مسابقة لأحسن منتج عادت فيه المرتبة الأولى للسيد اوملال واخوانه، المرتبة الثانية لزمول محمد، أما المرتبة الثالثة فكانت من نصيب صغير الوناس.