أصبح الجمهور الرياضي الجزائري لا يتفاجأ في رؤية إقدام مسيري الفرق، خاصة في قسم النخبة إقالة المدرب عدة مرات في الموسم، حتى وان كانت نتائج النادي مقبولة للغاية.. لذلك، فإن ظاهرة تغيير المدربين تعدّ ''موضة'' بأتم معنى الكلمة. هذا الأمر أثر كثيرا على مستوى كرتنا بفعل استفحال هذه الظاهرة التي قضت على العمل المتواصل والطويل المدى .. مما يعني أن النتائج الآنية وضرورة حلّ إشكال صغيرة باتخاذ قرار يؤثر على كل النادي من الدوافع التي لمسناها في العديد من الأندية. والشيء المحيّر هو أن الظاهرة لم تعد تقتصر على نادي أو اثنين معروفين، وإنما طالت العدوى إلى تقريبا كل تشكيلة بطولة القسم الوطني الأول.. رغم أن أهداف كل فريق مختلفة ومتباينة. ويمكن القول ان المثال الواضح يأتينا من فريق شبيبة القبائل التي عرفت لسنوات عديدة بالإستقرار وتفضيل العمل الطويل المدى.. تصوروا أنها أصبحت اليوم وقبل جولة من انتهاء المرحلة الأولى تجري مقابلاتها بدون مدرب رئيسي؟!؟.. وهذا بعدما ''استهلكت'' كل من مولدوفان وافتيسان الذين فضلوا رمي المنشفة لأسباب متعددة متعلقة بأجواء الفريق أو النتائج المتواضعة وبالتالي ظهور الضغط.. وانتظر عشاق النادي قدوم صايب لكنه تراجع.. فالشبيبة قد تستقدم مدربا أجنبيا عليه إيجاد الحلول المناسبة لما يحدث للفريق. ش. بلوزداد.. ظاهرة غريبة شباب بلوزداد من جهته، كسب عادة فريدة من نوعها، وهي استقدام حنكوش وبعد مقابلات فقط يتم الإستغناء عنه أو يرمي المنشفة.. هذا الوضع أثر كثيرا على آداء النادي في سنتين.. وهذه المرة كذلك تراجعت نتائج الفريق الذي أشرف عليه لعروم.. وعاودت الإدارة الاتصال بحنكوش الذي يكون قد وافق للعودة إلى النادي..!!؟ وهنا علينا التفكير في رد فعل اللاعبين من هذه التغييرات المتكررة التي تلزمهم على العمل بطرق مختلفة، وقد يتحول اللاعب الأساسي بين عشية وضحاها إلى احتياطي والعكس صحيح... كما أن المدربين الذين يشرفون على النادي في وسط الموسم، لم يشاركوا في استقدام اللاعبين وبالتالي قد لا يجدون الحلول المناسبة من هذا الجانب !!. (3) فرق في الموسم ؟! لكن الأمر المحير أكثر، هو عندما نجد أن مدربين أشرفوا على (3) فرق في موسم واحد وقد يلعب هذا المدرب عدة مقابلات مع الفرق التي دربها والتي يعرف كل صغيرة وكبيرة عنها.. ناهيك عن الإزعاج الكبير الذي يحدث له وتصرفات الجمهور معه.. لذلك، فمن الضروري أن تتدخل الإتحادية في تنظيم هذا الأمر يجعل المدرب بعيد عن هذه الأوضاع بتدريب فريقين على الأكثر في موسم واحد. والفريق الذي حطم الرقم القياسي في عدد المدربين الذين أشرفوا عليه هو بدون شك فريق اتحاد عنابة الذي منذ الموسم الماضي يكون قد جلب أكثر من (7) مدربين... وبعد إقصائه من كأس العرب أقال البلجيكي ديبيرو واستنجد بافتيسان القادم من شبيبة القبائل... واذا سارت الأمور على هذه الوتيرة، فإن بعض الفرق قد يلعبون بقية الموسم بدون مدرب رئيسي بسبب هذه التغييرات والوصول إلى عدم وجود البدائل أو تردد المدربين في قبول العرض، كونهم سيجدون نفس المصير في حالة الإخفاق في مباراة أو اثنين، خاصة في عقر داره. والأمثلة عن الفرق التي حافظت على مدربيها ولو في الأوقات الصعبة قليلة جدا.. فما عدا جمعية الخروب التي رغم تواضع الحصيلة، فإنها جددت الثقة في المدرب لمين بوغرارة الذي يواصل عمله ولو في ظروف أحيانا سادها الضغط من طرف الجمهور.. في حين أن نصر حسين داي واتحاد الحراش، فإن الأمور تسير على مستوى النتائج... ------------------------------------------------------------------------