وقال في تصريح ل''الفجر'': ''تألق المنتخب الوطني خطف عقول وأفكار الجزائريين وأنساهم في أنديتهم''• وضرب مثالا على مباريات الداربي، التي شهدت مدرجات قد خلت على عروشها في كل مباراة محلية، آخرها جمعت بين فريقه نصر حسين داي والجار اتحاد العاصمة قبل أيام بملعب الرويبة، لدرجة أن الأنصار كانوا يعدّون على الأصابع• في نفس الوقت، أرجع تفشي الظاهرة إلى ضعف وتدني مستوى الساحرة المستديرة في الجزائر، إذ لم يلق المناصر ما يشاهده أشقاؤنا التونسيون أو المغاربة فوق الميدان، فبالرغم من صرف الأموال الطائلة على اللاعبين في سوق التحويلات، إلا أن المردود بقي نفسه ولم يعرف أي تحسن، بل بالعكس فإنه يتراجع إلى الوراء، لذلك فإن استعجال علاج واقع كرتنا المستديرة، من أهم المهام التي يجب أن يتخذها المسؤولون• بالمقابل، اعتبر المسؤول الأول في بيت النصرية أن تشكّل المنتخب الوطني في غالبيته من المحترفين، حوّل أنظار الجمهور الرياضي تجاه البطولات الأوربية، متناسين ما يدور في ملاعبنا، بالرغم من المساعي التي جاء بها المكتب الفيدرالي الجديد بقيادة الرئيس محمد روراوة، ومن أبرزها وصول أنديتنا في القسم الأول إلى الاحترافية في وقت قصير، في وقت أن مشاكل كثيرة تتخبط فيها كرتنا، يجب التفكير فيها قبل الحديث عن الاحترافية، التي تحتاج إلى وقت طويل وتظافر الجهود وتوفير الإمكانيات اللازمة لكل الفرق المعنية، قال محدثنا• وأضاف مانع أنه عند سماع المناصر الذي يتقاضى راتبا متواضعا، قد لا يصل إلى 20 ألف دينار، بشراء لاعب ''فلاني'' ب500 مليون وآخر بمليار وأكثر، ينتابه نوع من الاستياء، خاصة إذا عرف أنه سوف لن يرى الجديد في مستوى اللاعب الجزائري، الذي أصبح همّه الوحيد كيف يجني المال مقابل الكرة، وهذا ما يعكس تماما قيمة اللاعب المحترف بأتم معنى الكلمة• وفي سياق حديثه، قال رئيس النصرية بأن الفريق الوحيد الذي يملك القدرة على مقاومة هذه الظاهرة المؤسفة، هو نادي وفاق سطيف، الذي يملك من اللاعبين ما يجبرهم على تقديم أداء جيد فوق الميدان حفاظا على أماكنهم في التشكيلة الأساسية للفريق، وهو الأمر الذي يجب أن تصل إليه باقي الأندية، قبل الحديث عن الاحترافية• محمد• م رئيس اتحاد الحراش العايب ''لو تمتلك الأندية المحلية نفس إمكانيات المنتخب الوطني لتطور مستوى البطولة أكثر'' أكد الرجل الأول في إدارة فريق اتحاد الحراش، محمد العايب، ل''الفجر'' بأن تألق المنتخب الوطني في التصفيات المزدوجة والمؤهلة إلى كأسي العالم وإفريقيا كان له تأثير على البطولة المحلية، حيث صار الأنصار والجمهور الرياضي يولي ''الخضر'' أهمية كبيرة على حساب البطولة الوطنية• وقال العايب في هذا الخصوص:'' تأهل منتخبنا الوطني إلى كأس أمم إفريقيا والمشاركة في المونديال كان الحدث الكبير والهام في الكرة الجزائرية، وهو ما أبهج الأنصار والجماهير الجزائرية كثيرا، حيث عبر الجميع عن سعادته بذلك الإنجاز الذي حققه أشبال المدرب سعدان• وعليه، فإن العديد من المناصرين صاروا في البطولة الوطنية يتغنون بالمنتخب الوطني• وأظن أن متتبعي البطولة المحلية أصبحوا غير مهتمين كثيرا بها في الوقت الراهن ويتابعون أكثر كل مستجدات محترفينا ومنتخبنا الوطني، وهو ما أفقد البطولة حلتها وصورتها المعهودة، حيث صار حضور الجماهير في المدرجات أقل مما كان عليه في السابق• ومنه، فإن الوقت قد حان للقائمين على الكرة الجزائرية للنهوض بها ومواكبة التقدم الحاصل في هذا المجال في العالم حتى يتحسن المستوى بشكل أفضل• ولو كانت الأندية المحلية تمتلك الإمكانيات التي يتوفر عليها المنتخب الوطني لتحسن المستوى المحلي بشكل كبيرولصار الإقبال أكبر''• توفيق•و مدرب حراس منتخب المحليين عبد النور كاوة ' 'عودة المنتخب الوطني إلى المحافل الدولية شغل الجماهير الرياضية الجزائرية'' قال مساعد مدرب المنتخب الوطني للمحليين، عبد النور كاوة، حول قضية هجرة الأنصار للبطولة الوطنية ''إن السبب يعود إلى نتائج منتخبنا الوطني والتي تمكّن من خلالها تأكيد قوته وحجز بطاقتي الاشتراك في كأس أمم إفريقيا وكأس العالم المقبلتين''• وواصل كاوة ''لقد تابعت بعض المباريات في الجولات الماضية وكان هنالك حضور جماهيري مقبول، لكن ليس كالذي عهدناه في السابق، ولعل ذلك يعود إلى عودة منتخبنا الوطني الأول إلى المشاركة في المحافل الدولية وهو ما أخذ حصة الأسد عند الجمهور الرياضي، الذي ما يزال لحد الآن يعيش على نشوة الفرحة والانتصارات وتألق ''الخضر'' في التصفيات الماضية، ففي المدرجات يتغنى الأنصار بالمنتخب الوطني إضافة إلى الدفاع عن ألوان أنديتهم في كل مباراة• لكن غياب الأنصار والجماهير الرياضية عن الميادين والمدرجات ليس كثيرا بل لا يزالوا يتنقلون لمتابعة نواديهم على غرار ما حدث في الداربي الأخير الذي نشطه كل من مولودية الجزائر واتحاد الحراش بملعب 5 جويلية الأولمبي''• توفيق•و بن موهوب مدير مركب محمد بوضياف ''ملعب 5 جويلية لم يجن سوى الخسائر لحد الآن'' تعاني مدرجات ملعب 5 جويلية من الوحدة، بعد هجرة أنصار الأندية العاصمية، وتفضيلهم لمتابعة جديد المنتخب الوطني ولاعبيه المحترفين في مختلف البطولات الأجنبية، بعد أن قادوا ''الخضر'' إلى افتكاك ورقة الصعود إلى المونديال• فمنذ أحداث مواجهتي القاهرة وأم درمان، لم نعد نشهد أي قيمة بارزة للداربيات العاصمية، التي كانت بالأمس تطغى على افتتاحيات الجرائد وحدث يتناوله الصغير والكبير في أحياء ومدن العاصمة، إلا أن عودة ''الخضر'' إلى الساحة أنسى الجمهور الجزائري ما يدور في البطولة الوطنية• وقال مدير مركب محمد بوضياف، نور الدين بن موهوب، في اتصال مع'' الفجر'' بالخصوص، فرغم أنه لم يدل بالكثير عن هذه الظاهرة، التي عادت بالخسائر المادية على هيأته، فمن جهة غياب مداخيل المباريات، حيث في كل مباراة محلية أصبح لا يتعدى عدد الأنصار عشرة أو 15 ألف مناصر، في وقت أنه في السابق كان لقاء عاصمي بين اتحاد العاصمة ومولودية الجزائر يتابعه ما لا يقل عن 60 ألف مناصر، وهذا أمر يدعو إلى التوقف عنده حقا حسب محدثنا• أما الجانب الثاني، فإن مخلفات الداربيات لا تزال تنخر إدارة 5 جويلية، لأن عقلية ''شبه المناصر'' الجزائري لم تتغير أبدا، فالتكسير والتخريب لا زالا يسكنان نفسه، وخير دليل على ذلك، هو ما قام به بعض أشباه الأنصار من جانب مناصري مولودية الجزائر واتحاد الحراش في لقاء الجمعة الماضي• محمد•م رئيس نادي رائد القبة سفيان مشري ل''الفجر'' ''الكل مصاب بحمى المنتخب الوطني وهو أمر عادي'' أرجع رئيس فريق رائد القبة، سفيان مشري، هجرة الجماهير الجزائرية للملاعب في المباريات الوطنية، إلى ما أسماه بحمى المنتخب الوطني التي أصابت كل مواطن جزائري، من خلال إنجازات النخبة الوطنية مؤخرا بتواجدها في أكبر المحافل الكروية الدولية، التي أبهجت كل الجزائريين داخل الوطن وخارجه، معتبرا تجاهل الأنصار والمتفرجين لمقابلات البطولة الوطنية بعدم التنقل إلى الملاعب، أمرا عاديا• وأضاف ''بعد كل تلك المجريات الاحتفالية التي غابت عن الجزائريين منذ سنوات طوال، ما ترك فيهم شوقا وفراغا كبيرا، جاء الوقت الذي يشبع نفسه بكل خطوة إيجابية خطاها ''الخضر'' لحد الآن، وما زالوا ينتظرون المزيد في كأسي إفريقيا والعالم• لذا، فالكل منشغل بالفريق الوطني ونسي مدرجات ملاعب الجمهورية''• مهدي معمري المدرب يونس إفتسان ''علينا أن نصبر على عودة الجماهير إلى المدرجات التي شبعت كرة وأفراح مع الخضر'' أوضح المدرب يونس إفتسان، ل''الفجر'' أنّ الجمهور الجزائري كان متعطشا إلى انتصارات وأفراح• وهو ما حقّقه له رفقاء رفيق حليش بالتأهل إلى أغلى منافستين، كأس إفريقيا للأمم بلواندا وكأس العالم بجوهانسبورغ، ما أدى بالجماهير الجزائرية إلى حد التشبع من خلال الأفراح العارمة التي كانوا يقيمونها ليل نهار مع كل انتصار للأخضر والأحمر• وتابعوهم بشغف في كل محطة من محطات مشوارهم الماراطوني، في التصفيات المزدوجة المؤهلة للكان والمونديال• واستطرد إفتسان قائلا ''المنتخب الوطني أنسى الشعب الجزائري في كل شيء، فقلوبهم وآمالهم معلقة كلها مع محاربي الصحراء وحتى في السهوب والسهول، منتظرين بفارغ الصبر بداية النهائيات الإفريقية والمونديالية في ال10 جانفي وال11 جوان المقبلين''، واستبعد محدثنا أن يكون مستوى البطولة الوطنية سببا في هجران الأنصار للمدرجات حينما يتعلق الأمر بالمباريات المحلية، مؤكدا أن مستوى البطولة العام المنصرم هو نفسه هذا العام، لكن الحرارة والشحنة نقصت خاصة في المقابلات الكلاسيكية والداربيات للأسباب التي ذكرها في مستهل حديثه معنا، بانشغال اللاعبين الناشطين في البطولة الوطنية أنفسهم مع إنجازات ''الخضر''• وعليه قال يونس إفتسان إنّه لابد من أن نصبر قليلا لتعود الجماهير إلى المدرجات بقوة كما كانت• مهدي معمري نجم المنتخب الوطني في الثمانينيات، حسين ياحي ''غياب الاحتراف أثر كثيرا على مستوى بطولتنا وانعكس سلبا على الحضور الجماهيري'' اعتبر اللاعب الدولي ونجم الجزائر للثمانينيات، حسين ياحي، أنّ سبب هجرة الجماهير الجزائرية لمباريات البطولة الوطنية يعود بالدرجة الأولى إلى غياب الاحتراف الذي أثّر سلبا على الحضور الجماهيري، فمناصري مختلف الأندية الجزائرية مركّزين مع ما يصنعه الفريق الوطني من أفراح، لاسيما التواجد في أكبر المواعيد الكروية القارية والعالمية''• وأوضح نجم فريق شباب بلوزداد السابق أنّ الجمهور الجزائري لاحظ الفرق الموجود بين المنتخب الوطني والبطولة الوطنية، ولمس ذلك عن قرب من خلال تركيبة ''الخضر'' التي تتكوّن في مجملها من عناصر محترفة تلعب في أقوى البطولات الأوربية، وهذا ما مكّن الجزائر من التأهل إلى كأسي إفريقيا والعالم• بالمقابل، يقول مدرب وداد بن طلحة حاليا، إنّ البطولة المحلية ضعيفة، وهو الأمر الذي لا يحّمس الجمهور على التنقل إلى الملاعب ومشاهدة المباريات أو تشجيع فرقهم•