دعا المئات من الشباب وفعاليات المجتمع المدني، أمس، السلطات العليا والمحلية في البلاد، التدخل العاجل لاحتواء الأزمة التي تعصف بولاية غرداية، بعد انتشار وباء حمّى المستنقعات المعروف بالملاريا في محيط سهل وادي ميزاب، نتيجة تضارب في الأخبار بعد تردد عدة أسباب منها تواجد الأفارقة بقوة في المدينة، ما جعل هذا الاحتمال يتصدر تخوف المواطنين من نقل الوباء من دول إفريقية نحو الجزائر، خاصة أمام التزايد الهائل للأفارقة في كل مكان. ورجّح عدد من المختصين في مستشفى الدكتور ترشين بسيدي اعباز، وجود حشرات ضارة في محيط سهل وادي ميزاب نتيجة حالة الفوضى التي يعيشها محيط الوادي من انتشار مياه الصرف الصحي وتلوث محيطه العام، وتأتي هذه النداءات بعد تسجيل مستشفى الدكتور ترشين عدة إصابات انجرّ عنها وفاة عدة أشخاص منذ مدة ولم يتم إعلان وفاتهم في حين ستشيع مدينة العطف طالب جامعي يدرس بجامعة باتنة توفي بداء الملاريا بعد إصابته بالمرض. وجاء في بيان نشره عدد من الشباب والحركات الجمعوية الذي يحمل عنوان «نداء غرداية تستغيث» أن سهل وادي ميزاب الممتد عبر 4 بلديات وهي ضاية بن ضحوة وغرداية وبنورة والعطف، يعاني من عدة مخاطر وبائية مستقبلا حسب تقارير لعدة جمعيات ناشطة في حماية البيئة نتيجة كثرة المستنقعات الراكدة والحشائش والأشجار الضارة بجانب الساقية المارة على طول مجرى الوادي بالإضافة لتكدس القاذورات، مطالبين الوالي الجديد محمود جامع الذي حول من ولاية الشلف إلى غرداية، والذي من المقرر أن ينصب اليوم من طرف وزير الداخلية والجماعات المحلية بعد تعيين والي غرداية أحمد عدلي على رأس الأمانة العامة لوزارة الداخلية والجماعات المحلية، بإيجاد خطوة جادة لتطهير محيط الوادي الذي شوه كامل المدينة وهو ما يضع المهمة الصعبة أمام الوالي الجديد. من جهة أخرى، وضع الشباب المحتجون في الأيام الماضية مجموعة من المطالب منها تنقية كامل مجرى وادي ميزاب من الأوساخ والقاذورات المتواجدة به و نزع كل الأشجار والحشائش الضارة النامية بجانبها لتسهيل انسياب المياه وحركتها، وكذا معالجة الوادي بالأدوية المناسبة للقضاء على الحشرات ويرقاتها بكل حزم وجدية ومسؤولية بالإضافة لردم المستنقعات الراكدة بالأتربة والرمال النقية وحشد كل الأفارقة النازحين وفحصهم ثم ترحيلهم نحو الحدود بتفعيل عملية المتابعة والتنسيق مع الأممالمتحدة. وقد طمأنت وزارة الصحة، كافة المواطنين بأنها اتخذت إجراءات وتدابير صارمة لكشف حقيقة هذا الداء مؤكدة على لسان مدير الصحة بغرداية السيد عبد الباقي بوحفص أن وزير الصحة عبد المالك بوضياف يتابع الحدث كل وقت من خلال اتخاذ إجراءات شديدة أهمها إرسال فريق طبي متخصص في علم الأوبئة لتدعيم الفريق الطبي من أجل إيجاد الحلول العاجلة، كما أكدت مصادر من محيط الأمن الوطني أنها تستبعد نقل الأفارقة للوباء بعد تشديد الرقابة عليهم مستندة في ذلك انتشار الأفارقة عبر كل ولايات الوطن.