تنقلت ''النهار'' أمس، إلى مستشفى القطار للإطلاع على ظروف التكفل بثالث مصاب بحمى الملاريا في مصلحة الأمراض المعدية. في الوقت الذي أفادت أنباء غير مؤكدة تم فيه تحويل امرأة يشتبه في إصابتها بالداء من غرداية إلى ذات المستشفى ليرتفع العدد إلى 4 بعد وفاة المصاب الأول. إلتقت ''النهار'' في مصلحة الأمراض المعدية على مستوى مستشفى القطار بثالث حالة إصابة بمرض المالاريا على المستوى الوطني والتي اكتشفت مؤخرا على مستوى ولاية غرداية، وهذا على خلفية ارتفاع درجة حرارته التي فاقت الأربعين مما اضطره إلى الذهاب إلى المستشفى والذي بدوره لم يتمكن من التشخيص الحقيقي للداء واكتفى الأطباء بإخطار المريض بأنه نوع من الأرق سيزول بمجرد الراحة، مما جعل الشاب يغادر إلى المسكن العائلي الكائن مقره بسيدي عيسى ولاية بالمسيلة لتعاوده الحالة من جديد مما جعل أسرته تسارع به إلى العاصمة يوم الأربعاء، أين تم وضعه بمصلحة الأمراض المعدية بمستشفى القطار بعد أن تم التأكد من خلال التحاليل بإصابة هذا الأخير بداء المالاريا حسب التقرير الطبي. وقد أصيب الشاب بالحمى حسبما جاء على لسان شقيق المريض وهذا لعدم قدرة الأخير على الكلام لتدني حالته الصحية، أين أرجع مصدر إصابة شقيقه هو الاحتكاك بالرعايا الأفارقة من الجنسية المالية الذين يستقرون بغرداية، وقد قاموا بجلب المرض -حسب قوله- بعد عودتهم من بلدهم الأم، ولم يكتشف على إثرها الضحية إصابته بالمرض إلا بعد فترة تراوحت بين ال10 وال15 يوما، وقد نوه في حديثة بسوء الرعاية التي يتلقاها شقيقه المريض باعتبار أن الداء خطير، حيث أوضح بأن الطبيب يكتفي بالمعاينة وكتابة التقرير مع منح أنواع الأدوية التي يضطر الأهل إلى شرائها نظرا إلى انعدامها بالمستشفى، كما كشف عن أن الحمى لم تفارق شقيقه منذ أكثر من 3 أيام، ناهيك عن العناية التي من المفروض أن يحضى بها المريض. المصالح الصحية بغرداية تتحكم في الوباء ولا خطر على المواطنين تمكنت المصالح الصحية بولاية غرداية، حسب مديرها الحاج يوسف بوعزيز، من التحكم المباشر في الوباء الذي تبين أنه عبارة عن برازيت يسمى فاليسيوم وينتشر في دول الساحل، عكس الملاريا الحقيقية المنتشرة في زيمبابوي، حيث تكثر مستنقعات المياه الراكدة الحلوة والحشيش، وعكس فيروس زيفاكس، الذى ينتشر في كوت ديفوار وما جاورها، ما يجعل من مديرية الصحة تطمئن المواطنين بأن الأمر تم احتواؤه بصفة كبيرة في ظل عدم اكتشاف إصابات جديدة، في انتظار وصول العالِم في علم الأوبئة البروفيسور حراق من معهد باستور بالإضافة إلى باحثين طبيين من المعهد الوطني للصحة العمومية، الذين سيباشرون أعمالهم انطلاقا من الأحد القادم، باصطياد الحشرة وتحديد أسباب تكوّن هذا الفيروس ووجود الناموسة التى تحمله. وفي الميدان شهدت حالة المريض الثاني الماكث بمستشفى ترشين إبراهيم بسيدي اعباز، استقرارا، وهو يتماثل للشفاء بعد الرعاية الطبية التي قُدمت له والعثور على المصاب الثالث، حيث يمكث في مستشفى سيدي عيسى بالمسيلة بعد تبليغ المصالح الطبية عنه، وهو الآن يلقى الرعاية الطبية هناك. كما قامت خلية الوقاية التي تشكلت أعمالها في الميدان بمنطقة الشعبة الحمراء مكان اكتشاف الفيروس، التي تبعد عن مقر بلدية الضاية بن ضحوة ب5كلم، والتي يتواجد بها عدد قليل من العائلات بالإضافة إلى سكنات منكوبي الفيضانات ومبان في طور الإنجاز، قامت بأخذ عينات الدم عن المواطنين والمتمدرسين في الابتدائية الموجودة هناك. وأثبتت التحليلات عدم وجود أي إصابة أخرى.