شساعة ولاية اليزي وتباعد تجمعاتها السكانية عن مقر الولاية بمسافات أقربها بلدية عين أمناس ب 220 كلم وأبعدها بلدية برج عمر إدريس بمسافة 750 كلم، أدخل العديد من المواطنين في متاعب عند استخراج وثائقهم ومتابعة ملفاتهم والاستفسار عن قضاياهم على مستوى مختلف الهيئات الإدارية الكائنة بمقر الولاية، إضافة إلى ذلك عدم إيجاد المواطن ظروف استقبال جيدة بهذه الهياكل الإدارية العمومية. يجد الموطن باليزي صعوبات كبيرة في استخراج الوثائق الضرورية والمطلوبة في مختلف الملفات سواء المتعلقة بالتوظيف أو الاستفادة من مختلف برامج دعم تشغيل الشباب والدعم الفلاحي، ويجد أيضا عدة عراقيل لحل مشاكله ذات الطابع الاجتماعي الإداري . ولعل من أهم الوثائق التي يتنقل من أجلها المواطن بإليزي إلى مقر الولاية لاستخراجها صحيفة السوابق العدلية ووثيقة الجنسية التي لا تستخرج إلا بحضور المعني ورغم التوصيات المتكررة لوالي الولاية لتسهيل عملية استخراجها للقادمين من بعيد، ومطالبة كذلك العديد من الموطنين المصالح القضائية بالسماح باستخراجها للمعني دون حضوره لأنه ليس هناك أي إشكال عند استخراجها بهذه الطريقة، ورغم استجابة المصالح القضائية لهذا الطلب أحيانا إلا أنها سرعان ما تلغي قراراتها التسهيلية ويصبح المواطن يعاني كما في السابق وهذا المشكل يعاني منه خاصة سكان بلديات برج عمر إدريس وعين امناس والدبداب. وإضافة إلى ذلك يصادف المواطنون أيضا عراقيلا إدارية تطيل عملية معالجة ملفاتهم خاصة للراغبين في إنشاء مشاريع مدعمة عن طريق مختلف آليات دعم تشغيل الشباب، حيث تحدثنا مع بعض الشباب الذين أودعوا ملفاتهم على مستوى وكالة دعم تشغيل الشباب باليزي ولم يستفيدوا من المشروع إلا بعد معاناة شديدة، حيث قال لنا أحد الذين ذاقوا مرارة العراقيل الإدارية بأنه تمكن من الاستفادة من عتاد في إطار دعم تشغيل الشباب بعد عامين من المعاناة مع النقل ذهابا وإيابا من وإلى الوكالة التي تبعد عن مقر سكناه ب750كلم، حتى بلغت تكاليف تنقله تقريبا نصف مبلغ العتاد المستفاد منه على حد قوله، وأضاف قائلا : لولا إصراري على إنشاء هذا المشروع وصبري على العراقيل الإدارية لا فكرت في إلغائه لأنه في بعض الأحيان يرفض الملف لسبب تافه أو لخطأ بسيط أو كلمة غير مدونة بشكل جيد ليبقى الملف في الانتظار لأسابيع، كما دعا هذا الشاب جميع الشباب أمثاله إلى عدم اليائس والصمود في وجه الصعوبات والعراقيل التي تختلقها الإدارة . ولكي نأخذ صورة أوضح على واقع تعامل الإدارة مع الموطنين اقتربنا من إحدى المكاتب المقصودة بكثرة يوميا ويتعلق الأمر بالوكالة الولائية لدعم تشغيل الشباب «أنساج» التي تستقبل يوميا عشرات الشباب، حيث أوضح لنا إطار بالمصلحة بأن إدارته اتخذت مؤخرا جملة من التسهيلات للموطنين خاصة الذين يقطنون بعيدا عن الوكالة، وقاطنوا المناطق النائية وإعطائهم الأولوية في الاستقبال وتسريع عملية معالجة ملفاتهم، وأضاف ذات المسؤول أن ملفات شباب دائرة جانت أصبحت تعالج ويتم إمضاؤها على مستوى فرع الوكالة بذات البلدية إضافة إلى ذلك وضعت الوكالة بكل من بلديات الولاية مندوبا لها يقوم بجمع ملفات الشباب الراغب في مشاريع وتسيلمها للوكالة الولائية في أقرب وقت. إضافة إلى كل هذا فالمرافق العمومية الادارية باليزي غير مهيأة تماما لاستقبال المواطنين حيث نجد أيام الاستقبال المخصصة للموطنين لزيارة رؤساء المجالس المنتخبة والمديرين التنفيذيين يكثر فيها الضجيج والفوضى بسب عدم وجود قاعة للانتظار تليق بمقامهم. ويطالب سكان ولاية اليزي بفتح فروع للإدارات المركزية والبنوك والصناديق المختلفة ببلديات الولاية الست لتخليصهم من عناء التنقل وتقريب الخدمة من أجل تسريع عملية معالجة الملفات الإدارية، كما يعقد المواطنون أمالا كبيرة على اللجنة الولائية لإعادة تأهيل المرفق الإداري العمومي المحلي التي تم إنشاؤها مؤخرا للاهتمام بمشاكل الموطنين الإدارية وتحسين ظروف استقبالهم .