أشرفت أمس وزيرة التضامن وقضايا المرأة على حفل تنصيب اللجنة الوطنية لمتابعة الاستراتيجية الوطنية لمكافحة العنف ضد النساء بمقر المركز الوطني لتكوين الموظفين ببئر خادم. وقد حضر هذه المناسبة ممثلون عن وزارة الداخلية والأمن والدرك الوطني، ووزارة الشؤون الدينية والأوقاف، حيث نوقشت هذه الظاهرة، من قبل متدخلين من مختلف القطاعات المهتمة بالقضية. إستهلت الكلمة وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة سعاد بن جاب الله قولها أن مثل هذا اللقاء يسمح بتقييم فعالية الأدوات والآليات الموضوعة حيز التنفيذ لمكافحة العنف الممارس ضد المرأة، وأضافت في سياق حديثها أن التنسيق بين مختلف القطاعات المعنية يساعد وزارة التضامن والأسرة الوصول إلي تصور يضع حد للمشكلة. واسترسلت السيدة الوزيرة قائلة أن العنف الممارس ضد المرأة في الجزائر حقيقة مؤلمة، لذلك ينبغي مواجهتها من كل الجوانب، مؤسساتية، شخصية وعائلية، مؤكدة أن كل هذه الجهود نابعة من إرادة سياسية كبيرة إنطلاقا من فخامة السيد رئيس الجمهورية وإرادته السياسية الحازمة والثابتة التي ترافق مسعاه الرامي إلى ترقية النساء وحمايتهن حيث صادقت الحكومة على ثلاث استراتيجيات وهي استراتيجية مكافحة العنف ضد النساء، واستراتيجية الادماج الاجتماعيي الاقتصادي للنساء، واستراتيجية مكافحة الأمية، وهي محاور منبثقة من توصيات رئيس الجمهورية، على الوزارة المعنية تجسيدها بتنسيق الجهود فيما بينها. أرقام مخيفة يقوم الدرك الوطني بأعمال جليلة لمكافحة العنف ضد المرأة، وفي هذا الصدد كشفت ممثلة عن الدرك الوطني أن الظاهرة التي تستفحل بمرور السنوات ليس من نسج الخيال وإنما هي واقع يندى له الجبين، فلا عجب إذا كا سمعنا أن رجل ضرب زوجته فسبب لها عاهة مستديمة. فحسب ممثلة الدرك الوطني فقد سجلت مصالحها في الفترة الممتدة من 1 جانفي إلى 31 أكتوبر 2013، 5193 امرأة ضحية عنف منها 1913 ضحية عنف جسدي و1674 ضحية الحرمان من الحقوق و639 ضحية عنف جنسي و617 ضحية عنف سيكولوجي: وعادة ما يصدر العنف الممارس ضد المرأة من أحد الأقارب خاصة الزوج، مضيفة في سياق حديثها أن العديد من النساء يفضلن السكوت والتكتم وعدم متابعة المعتدي قضائيا. دور أساسي لوزارة الشؤون الدينية أكدت السيدة بوداموس وهيبة ممثلة عن الشؤون الدينية والأوقاف أن هذه الأخيرة تلعب دورا كبيرا لمكافحة العنف الممارس ضد المرأة وذلك بالتوعية والتحسيس والتوجيه المتواصل والمنظم وذلك عبر عدة مواقع أهمها المسجد وذلك بفضل المرشدة الدينية والامام اللذان اعتادا تناول الموضوع من خلال الدروس وخطب الجمعة. كما يساهم الموقع الرسمي للوزارة حسب السيدة بوداموس في مكافحة العنف ضد المرأة بنشر دراسات في موقعه، أهمها دراسة مقدمة من طرف الدكتور بلمهدي حول الموضوع. يضاف إلى هذا حسب محدثتنا «رسالة المسجد» وهي مجلة تصدرها الوزارة تنشر كل ما يخص التوجيه والتحسيس المتعلق بالعنف الممارس في المجتمع، ناهيك عن الدور الذي تلعبه المراكز الثقافية، بتنظيمها ندوات ومحاضرات يلقيها نخبة من الأساتذة تتناول موضوع العنف ضد النساء. كما تنشط المرشدة الدينية والإمام على مستوى مؤسسات اعادة التربية «الأحداث» ورفع الوعي الديني لديهم، وتصحيح عدة مفاهيم.. كل ذلك من أجل التخلص من مشكل العنف الممارس في المجتمع.