بعد تسجيل أرقام خيالية منذ انطلاق الموسم الكروي (2013 / 2014)، في عدد المدربين المقالين في مناصبهم، ورغم أن الظاهرة ليست بالدخيلة على الكرة القدم الجزائرية، حيث أصبح المدرب في كل مرة هو الضحية، اتصلنا بالمدرب القدير عبد القادر عمراني، الذي أكد لنا أن رؤساء الأندية وللتخفيف من ضغط الأنصار وامتصاص غضبهم، يضحون بالمدرب في كل مرة، في هذا الحوار. ❊ الشعب: أولا كيف هي الأمور مع فريقكم الجديد مولودية بجاية؟ ❊❊ عبد القادر عمراني: الحمد لله الأمور على ما يرام بعدما حققنا العديد من النتائج الإيجابية مع الفريق، المولودية لديها لاعبين شباب لكن بكثير من الموهبة، وعند وصولي على رأس العارضة الفنية، ارتحت لمستوى اللاعبين وتأكدت من أن الفريق سيعود بقوة، كان ينقص اللاعبين التحرر وكان ذلك أمام شباب بلوزداد. والآن واصلنا سلسلة النتائج الإيجابية فزنا على مولودية الجزائر وخرجنا من منطقة الخطر، يجب علينا المواصلة في نفس الوتيرة لإنهاء مرحلة الذهاب على الأقل في المركز الثامن وهو ما سيسمح لنا بتحقيق مرحلة عودة جيدة. ❊ ما رأيكم في ظاهرة إقالة المدربين؟ ❊❊ (يضحك مطولا): لم نفهم على أي أساس أصبح المسيرون في كرة القدم يحكمون على الطواقم الفنية، تجد مدربا يحتل المركز الأول في البطولة بفارق 10 نقاط يقال، مدرب ينهزم في مباراة واحدة بعد تحقيق 6 جولات دون هزيمة يقال، مدرب يفوز بثلاثة أهداف دون مقابل يقال، مدرب يتقدم إلى إدارة الفريق للدفاع عن لاعبيه الذين لم تصبح لهم الرغبة حتى في التدرب بسبب عدم حصولهم على أجرهم الشهرية يقال، مدرب يتآمر عليه كوادر الفريق ويقومون بتنحيته، مدرب قام بتغير لم يعجب المسؤول الفلاني في الفريق يقال، في الحقيقة غريب أمر المشرفين على كرة القدم في بلادنا، ولا أريد الخوض في التفاصيل من فضلكم. ❊ إذا المدرب مهدد بالإقالة في أي لحظة؟ ❊❊ بطبيعة الحال، رأينا في العديد من المرات أمورا غريبة للغاية حتى أصبحت مستعدا للرحيل في أي لحظة، لكن كذلك بعض الصحفيين سامحهم الله، يدخلون في أمور لا تعنيهم ويحرضون الأنصار ومسؤولي الفرق. ❊ أستوقفكم من فضلكم، ماذا تقصدون؟ ❊❊ عندما تستيقظ في الصباح وتتصفح الجرائد وتجد عنوان، "عمراني في عين الإعصار"، "عمراني يلعب رأسه"، "آخر فرصة لعمراني"، ماذا يعني هذا؟ أنه في حالة التعثر في تلك المباراة انتظر كل شيء من المناصر في نهاية المباراة، وحتى من المسؤول الأول عن الفريق، فإذا أردنا كرة قدم محترفة في الجزائر، يجب أن يكون اللاعبون محترفون وعقودهم محترفة والطواقم الفنية كذلك، بالإضافة إلى الصحافة والأنصار كي يمكننا الحديث عن بطولة محترفة. ❊ نفهم من كلامكم أنه لا احتراف في الجزائر؟ ❊❊ بطبيعة الحال هذا أمر مفروغ منه، عندما تكون هناك المشاكل في الفريق ليس المدرب من يجب معاقبته من أجل تهدئة الأنصار، بل يجب إيجاد الحلول المناسبة لتخطيها، وهنا يمكن القول أن رئيس الفريق مؤهل من أجل الوقوف على هذا النادي، الاستقرار جد مهم للفرق التي تريد تحسين مستواها واللعب على الألقاب، أعطيك مثالا بسيطا للغاية، "بوعلام شارف " قام بعمل جبار في إتحاد الحراش منذ عدة سنوات، وهذا الموسم عندما لم يحقق الفريق انطلاقة جيدة، الجميع يطالب بإقالته من على رأس العارضة الفنية للفريق، لولا تعقل الرئيس الذي قاوم من أجل إبقائه وعادت الأمور إلى مجراها الطبيعي، وحتى عندما كان يحتل المراكز الثلاثة الأولى في البطولة ويصارع الكبار على اللقب تجد أشباه الأنصار يتنقلون إلى الملعب من أجل شتم بعض اللاعبين ويحاولون في العديد من المرات التهجم على المدرب، عكس الرؤساء الآخرين الذين يفضلون تنحية المدربين للحفاظ على مناصبهم التي خلدوا فيها لسنوات دون تقديم الإضافة للفريق، ولست هنا لأزكي العايب على ما يقوم به، وكل ما يمكنني قوله هو أننا بمثل هذه الذهنيات التي تحيط بكرة القدم في بلادنا لا يمكننا تطوير مستوى بطولتنا.