مازالت الرابطة المحترفة الأولى تصنع الحدث بعد مرور عشر جولات على بدايتها، ليس بسبب مستواها الفني الراقي او التنظيم الجيد . وانما بسبب استقالة او اقالة المدربين الذين اصبحوا هدفا لكل رئيس فريق في حال تذبذب النتائج من اجل كسب ودّ الانصار وامتصاص غضبهم في ظل عدم وجود اي احساس بالمسؤولية او الاحترافية. وتختلف طريقة الإقالة او الإستقالة من حال لأخرى سواء لسوء النتائج او لعدم تقبل اللاعبين لطريقة اللعب المعتمدة من طرف المدرب وفي احوال اخرى لأسباب تبقى غامضة كحالة عبد القادر عمراني او كوربيس. اصبحت اقالة مدربي كرة القدم في الجزائر ظاهرة حقيقية تستحق الدراسة والتمحيص، خاصة انها في تزايد مستمر في كل سنة وتبقى مرشحة للزيادة هذا الموسم وتحطيم كل الأرقام القياسية، خاصة ان البطولة الوطنية لم تنه مرحلة الذهاب بعد ..مما يرجح ان يكون هذا الموسم "موسم الإقالات". عمراني "افتتح الموسم" بدأت الإقالات تنهال على المدربين منذ الجولة الأولى للرابطة المحترفة الأولى برحيل عبد القادر عمراني من على العارضة الفنية لشبيبة الساورة، رغم تحقيقه فوزا عريضا على حساب اتحاد الحراش في اغرب اقالة تعرفها البطولة منذ زمن مع العلم ان الأسباب الحقيقية وراء تصرف زرواطي رئيس الفريق مازالت مجهولة. وتبعه مراد رحموني الذي لم يشفع له قيادة مولودية بجاية لتحقيق صعود تاريخي للرابطة المحترفة الأولى للبقاء على رأس العارضة الفنية وتم التضحية به مباشرة بعد مرور جولات معدودة ارضاءا لأنصار الفريق الذين نسوا الانجاز الذي حققه اللاعب السابق لشبيبة القبائل وطالبوا برأسه. وانطبق نفس الأمر على مدرب وفاق سطيف فيلود بعد ان فشل حسب الإدارة في الوصول لنصف نهائي كأس "الكاف" وقامت بإقالته رغم انه ترك الفريق متصدرا للرابطة المحترفة الأولى مع العلم انه كان قد قاد الوفاق للحفاظ على لقبه كحامل للقب البطولة الوطنية. ولم يكن مصير رشيد بلحوت مخالفا لمن سبقوه، حيث كان مصيره الإقالة من على رأس العارضة الفنية لأهلي البرج بعد التذبذب في النتائج، وهو الأمر الذي دفع بالإدارة لإقالته والبحث عن خليفته الذي قد يكون التونسي الكوكي مساعد بن شيخة السابق عندما كان هذا الأخير مدربا للنادي الإفريقي. نور الدين سعدي هو الآخر لم يسلم من شبح الإقالة بعد ان قامت ادارة شبيبة بجاية بإقالته بعد النتائج السلبية التي حققها الفريق وعوضته بالمغترب جعبور الذي يبقى هو الآخر مهددا بالإقالة في حال تواصل النتائج السلبية. من جهته وضع مدرب اتحاد العاصمة رولاند كوربيس حدا لمسيرته مع اتحاد العاصمة بعد 50 مقابلة قاد فيها الفريق لتحقيق ثنائية تاريخية الموسم الماضي أعادت "ابناء سوسطارة" لمنصة التتويجات. الا انه لم يتحمل ما وصفه "التدخل في عمله" من طرف احد المحسوبين على رئيس الفريق الذي يبدو انه انتصر عليه في الأخير بعد ان اجبره على الإستقالة.
سياسة الترقيع... لا احد يستطيع الجزم ان كان المدربون في الجزائر جناة ام مجني عليهم في ظل سياسة "الترقيع" التي يتبعها معظم ان لم نقل كل رؤساء اندية الرابطة المحترفة الأولى. فالمدرب هو اول خيار يفكر فيه رئيس الفريق في حال توالي النتائج السلبية حتى ولو كان هو سببا فيها بطريقة او بأخرى من خلال ضعف التعداد مثلا قياسا بالأهداف المسطرة او نقص السيولة المالية التي تساهم في نزول الرغبة في اللعب لدى اللاعبين. لكن البعض الآخر يعتبر المدربين مسؤولين بطريقة او بأخرى على تفشي هذه الظاهرة خاصة هذا الموسم من خلال الإمضاء على عقود قصيرة المدى مرتبطة بأهداف هو يعلم انه لن يستطيع تحقيقها، لكن هدفه الأساسي هو المقابل المادي من خلال الحصول على اجرة ثلاثة او اربعة اشهر ولو على حساب اسمه. ويبقى الحل حسب البعض هو تحديد مدة التعاقد مع المدربين لسنتين او اكثر، كما هو الحال بالنسبة للاعبين من اجل الضغط على رؤساء الاندية بطريقة او بأخرى للتفكير مليا في الأهداف التي ينوون تحقيقها اضافة الى التأكد من قدرة المدرب المختار على تحقيق هذا الهدف وعدم جعل هذا الأخير يلعب دور "رجل الإطفاء".