اختتم الملتقى الوطني حول الروائي الجزائري الطاهر وطار صاحب روائع اللاز، عرس بغل، الزلزال، العشق في الزمن الحراشي، والشهداء يعودون هذا الأسبوع، وغيرها بقاعة المحاضرات بدار الثقافة هواري بومدين بسطيف، والذي تواصلت أشغاله على مدار يومين كاملين، حيث عرف الملتقى حضور كوكبة من الأدباء والأساتذة والأكاديميين من جامعة سطيف ومختلف جامعات الوطن الجزائري. أكّد المشاركون خلال الملتقى الأول من نوعه لهذه القامة الأدبية ببلادنا، والذي تناول مسيرة الروائي الراحل، على ضرورة العمل من أجل بناء ذاكرة الأسماء التي ساهمت في التأسيس للتاريخ الثقافي والأدبي في الجزائر، حيث أكّد أستاذ من جامعة الجزائر وواحد من أصدقاء الطاهر وطار، بأنّه من الضروري على الجامعات الجزائرية الاهتمام أكثر للتعريف بهذه الشخصيات التي تعدّ جزءا من الثقافة الجزائرية، وذلك من خلال حث الطلبة وتوجيههم لتقديم بحوث حول مسيراتها وأعمالها، خاصة في ظل توفر كل الإمكانيات. وأوضح أنّ معظم الطلبة الجامعيين لا يقرؤون، خاصة الإنتاج الأدبي الوطني، ما يحتّم على الفاعلين في الميدان تكثيف هذا النوع من التظاهرات، للتعريف بها وإضفاء ديناميكية وتوسيع رقعة القراءة، وإبراز أعمال مؤسسي الثقافة الجزائرية ودراستها بالشكل المطلوب والتأمل فيها. وقد كانت أشغال هذا الملتقى الذي تواصل لمدة يومين كاملين، فرصة لدراسة أعمال هذا الأديب والروائي الكبير الذي اتسمت مسيرته بالزخم والثراء والتنوع وحمل قيم فنية واجتماعية، جديرة بالدراسة والتأمل على مدار 50 سنة كاملة، كما أنّ هذه التظاهرة تعدّ بمثابة فرصة للاحتكاك بين النخب الجامعية والفكرية، وكذا الأدبية لتقديم بحوث جديدة حول أعمال الروائي الجزائري الراحل الطاهر وطار ومساهماته في التأسيس للرواية الجزائرية. وفي نهاية أشغال الملتقى، أكّد الأستاذ بوديبة أنّ أعمال الطاهر وطار تحتوي على عديد القيم الجمالية الفنية والثقافية، التي تحتاج لمزيد من الدراسة من طرف الباحثين، لأنّ النص الأدبي متجدد مفتوح على جميع الدراسات والقراءات، معتبرا أنّ الروائي هو من المؤسّسين الأوائل للرواية الجزائرية، ويستحق باستمرار تثمين أعماله، وأوضح أنّ تثمين أعماله يعد بمثابة تثمين للأدب والإبداع الجزائري ككل. وقال مدير الثقافة أن مديرية الثقافة تشعر بالارتياح والصدى الكبير لنجاح هذا الملتقى، بدليل الحضور المكثف للأدباء ومن عديد الولايات من سطيفالجزائر، قسنطينة، سكيكدة، أم البواقي، مستغانم، خنشلة، جيجل، تيزي وزو، ورقلة وبرج بوعريريج..وكذا من دولة تونس الشقيقة التي أكدت أن الطاهر وطار كانت أعماله الأدبية موضوعا للكثير من الدراسات والأبحاث الأكاديمية والنقدية. وسيتم حسب مصادر مديرية الثقافة لولاية سطيف العمل على ترسيخ وتأسيس هذا الملتقى، لكي يكون منبرا خاصا لدراسة هذه الرواية الوطارية بشكل خاص، والجزائرية بشكل عام، وأنّ كل كاتب وروائي جزائري بحاجة لأن يدرس أكثر، مؤكدين أن حياة الطاهر وطار المشاكسة خلقت له خصوما كثيرة من جميع الجوانب، لأنه قامة أدبية تركت نصوص ذات قيمة أدبية ممتازة، وأن مديرية الثقافة تأمل بأن تقيم ملتقيات لكتاب وروائيين آخرين أمثال الطاهر وطار، وكل الذين قدموا الكثير للأدب الجزائري.