تنظّم مديرية الثقافة لولاية سطيف الملتقى الوطني حول الروائي المتميز الطاهر وطار لمدة يومين كاملين ابتداء من اليوم الثلاثاء، بحضور كوكبة من الأدباء والأساتذة الجامعيين من مختلف جهات الوطن. أكّد مدير الثقافة أدريس بوذيبة أنّ الملتقى يتضمن عدة محاور من بينها «الطاهر وطار..وقفات في مساره وسيرته»، «المنظور والبناء في أعمال وطار»، «الرواية والتراث الشعبي»، «رواية التسعينات، نموذج الطاهر وطار» و»الرواية الجزائرية وعتبة وطار، ماذا بعد؟». ويهدف هذا الملتقى لدراسة تجربة تأسيسية لأديب كبير اتّسمت مسيرته بالزخم والثراء والتنوع، على مدار 50 سنة من المشاكسة التي لا تعرف المهادنة. وأكّد مدير الثقافة أيضا أنّ الطاهر وطار يستحق أكثر من ملتقى لأنّ أعماله جديرة بتنظيم مثل هذه الملتقيات لأنها تحمل قيم فنية واجتماعية جديرة بالدراسة والتأمل. وأضاف أنّه على الرغم من مرور 3 سنوات على رحيل الروائي، إلاّ أنّه لا أحد قد التفت لإحياء ذكراه، سواء الجمعيات أو المنتديات أو المؤسسات الجامعية، مشيرا إلى أنّ الصمت قد بدأ يمد ظلاله ليلف هذه القامة الأدبية السامقة التي قدّمت الكثير للثقافة الجزائرية، وما أحوج المجتمع والمثقفين لاستعادة هذه الشخصية المثيرة للجدل. وكان لمديرية الثقافة لولاية سطيف شرف المبادرة بتنظيم هذا الملتقى الذي سيجمع النخب الجامعية والفكرية لتقديم بحوث جديدة حول أعماله ومساهماته في التأسيس للرواية الجزائرية. ويرى المنظّمون أنّ هذا الملتقى ليس مجرد التفاتة عابرة، ولكنه وقفة تأملية رصينة وهادئة لتقييم مسار الرواية الجزائرية وما رسمته من علامات مضيئة عبر مغامراتها الإبداعية متعددة التجارب والأطياف. وفي هذا الحال لا يمكن الحديث عن الرواية الجزائرية بوجه واحد، فهي حدود ومسامات متداخلة ومتنوعة، وأنها تجارب وشخوص وإشارات تجسد التجذير اللغوي لإيقاع المعني والكلمات. وأضاف أنّ الملتقى سيعرف مشاركة واسعة من داخل الوطن وخارجه، بمشاركة الأستاذين طارق ناصري ومعز لعكايشي من دولة تونس الشقيقة، إضافة إلى مشاركات محلية من ولاية سطيف، ومن الجزائر، قسنطينة، سكيكدة، أم البواقي، مستغانم، خنشلة، جيجل، تيزي وزو، ورقلة وبرج بوعريريج.