كّد الشاب يزيد في حديث ل "الشعب" أنّ الفنان الجزائري عليه أن يكون في قلب الحدث مع جمهوره، على اعتبار أنّه لسان حاله، والمرآة العاكسة له، مؤكّدا أنّ ما حفّ زه على تقديم أغنية رياضية هو "حادثة العلم"، التي فضل الرد عليها بأسلوب حضاري وفني. وقال الشاب يزيد إنّ من يؤكّدون على أنّ الأغنية الرياضية ذو هدف تجاري، مخطئون مائة في المائة، "كل الأغاني الرياضية الخاصة بالفريق الوطني تمّ إنتاجها مجانيا"، مشيرا إلى أنّ الفنان لديه صدى ومصداقية يجب أن يسبّلهما في خدمة مجتمعه. الشعب: من الأغنية العاطفية الموجهة إلى المرأة، إلى الأغنية الرياضية، ما الذي حفز الشاب يزيد على هذه النقلة النقية، والتوجه نحو هذا النوع الغنائي، الذي يختلف عن طابعك الذي عوّدتنا عليه؟ ❊❊ الشاب يزيد: في الحقيقة أنا من الفنانين الذين لديهم قناعة بأن الفنان عليه أن يكون في قلب الحدث مع جمهوره، لماذا؟ لأن الفنان لسان جمهوره، والمرآة العاكسة له. أنا شخصيا، ما حفّزني أكثر على تقديم أغنية رياضية هو حادثة العلم، التي حدثت مؤخرا في "دولة شقيقة"، لأنّني ممّن يؤمنون بأنّ ثوابت الأمة لا يجب أن تُهان، وبالتالي هذه الحادثة قدّمت لي نفسا آخرا لتقديم هذه الأغنية، بدليل أنّني أطلقت عليها اسم "علّيولنا علامنا"، والتي تتغنى برموز الوطن، وهو ما يظهر من خلال الكلمات التي تقول في مقاطع منها "رموز بلادنا غاليا علينا وبلادنا ربي يحفظها إن شاء الله". فالأغنية مساندة للفريق الوطني، وفي قناعتي أنّ الفنان يجب أن يكون له مواقف، وبذلك أجبت عن حادثة العلم بأسلوب حضاري وفني، وعملنا على إعلاء الراية الوطنية أكثر فأكثر، فتغنّينا بالألوان الوطنية، وفي ذات الوقت هي عملية تحسيسية للشباب. أظن أنّ هناك علاقة جيدة بين الدولة الجزائرية والمنتخب الوطني والجمهور، وحتى الفنانين، كما أنّ فوز الفريق الوطني قدّم لنا بعدا آخرا، حيث أصبحنا الدولة العربية الوحيدة في المونديال للمرة الثانية على التوالي، هو ما أعتبره شيئا جميلا جدا، وهذه السنة أغلب الأغاني كانت هادفة وذات نوعية، سواء من حيث الكلمات أو الألحان، وهو ما قدّم أيضا نفسا آخر للفريق الوطني ليحقّق بدوره نتيجة إيجابية. من المتعارف عليه أنّ أيّ أغنية تحمل بين كلماتها رسالة هادفة، والشاب يزيد من خلال "علّيولنا علامنا" يقدّم بالدرجة الأولى رسالة وطنية وتحسيسية في نفس الوقت؟ ❊❊ بالضبط هي رسالة وطنية تحسيسية، وفي نفس الوقت مساندة للفريق الوطني، فهو عزيز علينا ونعتزّ به، لذلك تابعنا المقابلة على أعصابنا، ولكن بكل روح رياضية، وبذلك أعتبرها رسالة وطنية. طفت على الساحة الفنية أغاني رياضية لا تعد ولا تحصى، وبرزت من ورائها أسماء لم تكن موجودة، وهو ما فتح المجال للقول وعلى لسان كبار الفنانين الجزائريين أنّ الأغنية الرياضية اليوم أصبح هدفها تجاري بالدرجة الأولى، على عكس ما كانت عليه في السابق؟ ❊❊ في اعتقادي من يقول أنّ هدف الأغنية الرياضية تجاري، الربح السريع قد أخطأ مائة في المائة، كل الأغاني الرياضية الخاصة بالفريق الوطني تمّ إنتاجها مجانيا، بداية بالأستوديو إلى الفنانين والموسيقيين. فأنا واحد من الفنانين الذين تعاملوا مجانا مع الملحّن، كاتب الكلمات وغيرهم،أظن أنّ الأغنية الرياضية لا يوجد فيها مداخيل، ولا يجب تغليط الرأي العام. علينا أن نحيي هؤلاء الشباب الذين قدّموا أغاني وطنية، لأنه عمل بدون مقابل، وبالتالي هم لديهم روح وطنية، ويجب تشجيعهم. والجميل هذه السنة، أن هناك طبوع مختلفة ومواضيع وكلمات متنوعة، إذن من قدموا هذه الأغاني وطنيين، ويجب علينا أن لا نخطئ في حقّهم. هناك فئة تستحق التشجيع كما قلتم، لكن ما لا يمكن إنكاره أنّ هناك فئة أخرى قدمت أغاني هابطة، وكلمات لا تمت صلة بالفن، وهو ما يكون قد أفسد على الأغنية الرياضية رواجها وانتشارها؟ ❊❊ نعم هذا النوع من الأغاني لم أرد التطرق إليه، لأنّني أنا شخصيا لا أهتم بها، حقيقة هناك فئة هداها الله، تعتقد أنّها من خلال هذه الكلمات بإمكانها كسب الجمهور وتحقيق نجاح فوري، تطبيقا لمقولة "خالف تعرف". أظن أنّ هذه الفئة لن تفسد نظرة الجمهور للفئة التي اعتادت تقديم أفضل وأسمى الأغاني، ولن تفسد على الفنانين الذين قدموا الأغاني التي تخدم الوطن. في كل الميادين هناك أناس من هذه الفصيلة، وفي الأخير الجمهور هو الحكم. هل يرى الشاب يزيد أنّ توجهه إلى الأغنية الرياضية إضافة له في رصيده الفني، لا سيما وأنّ جمهوره تعوّد عليك فقط في الأغاني الموجّهة للمرأة؟ ❊❊ الفنان لديه مصداقية وصدى، وهذه المصداقية يجب أن يسبّلها في خدمة مجتمعه، هناك أحداث تدفعنا لتغيير توجّهنا، وكما قلت لك سابقا، حادثة العلم دفعتني لولوج عالم الأغنية الرياضية، التي كنت أفضل تركها لفنانيها، وبذلك قرّرت تقديم أغنية عن الراية الوطنية، لأنّ حب الوطن ليس له حدود، والحمد لله لاقت الأغنية إعجابا من طرف الجمهور. شخصيا لم أكن أتوقّع هذا النجاح، لكنّني تمكّنت من إيصال رسالتي، وهو ما سيضيف لمسيرتي الفنية الكثير، لا سيما حين أتغنّى بالوطنية. وهل هذا النجاح سيدفع بالشاب يزيد، لمرافقة المنتخب الوطني إلى كأس العالم بالبرازيل، بأغنية رياضية جديدة؟ ❊❊ لا أقول إنّني سأتخصّص في الأغنية الرياضية، ولكن علينا أن نرافق منتخبنا إلى المونديال، وهو شيء مفروغ منه، حتى أنّ جمهوري يسألني إن كنت سأقدّم أغنية لهذا الحدث الكروي العالمي أو لا. هذا يعني أنّ هناك مشروع مستقبلي للفنان، هل انطلقتم فيه؟ ❊❊ نعم، هناك مشروع مستقبلي، وبدأنا التحضير له حتى نقدم عملا يليق بمقام الجزائر في المحافل الدولية، وبالتالي نشرّف نحن أيضا وطننا كما شرّفنا الفريق الوطني.