أعلنت منظمة أوبيك أن على الأسواق النفطية أن تتهيأ لقرارات مفاجئة سيتم اتخاذها في الاجتماع الاستثنائي للجزائر المقرر عقده في نهاية الأسبوع القادم، وذلك في محاولة منها لوقف تدني أسعار النفط التي تراجعت قيمتها بشكل خطير. هذه الإشارات والرسائل القوية التي تريد المنظمة إرسالها للأسواق النفطية قد تعني أن دول الأعضاء فيها بلغوا مرحلة الإقتناع الكلي على أن كل الحواجز تم رفعها أمام إنزلاقات أخرى في الأسعار وعلى نحو سريع، وأصبحت الوضعية تهدد كل الدول في أوبيك بدون استثناء، مما يعني أن الجميع سيوافق على قرارات حازمة مفاجئة في محاولة قد تكون شبه الأخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. كل الدلائل والمؤشرات تشير إلى أن الوضع الاقتصادي العام سائر نحو التفاقم، وأن جل المحاولات لدرء خطر الكساد العام لم تؤد إلى أية نتيجة تذكر بدليل استمرار تسجيل مؤشرات سلبية في أكبر الدول اقتصاديا، وفي مقدمتها اليابان والولايات المتحدةالأمريكية، هذه الأخيرة، أعلن أمس رئيسها الجديد المنتخب باراك أوباما'' عن تفاقم آخر للاقتصاد الأمريكي في المرحلة القادمة، مما يعني مزيدا من التراجع في الطلب على النفط الذي يتوقع له نموا بطيئا في السنة المقبلة، الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من المعروض منه وبالتالي تراجعات أخرى محتملة في الأسعار. ومن جهة أخرى، وقصد وقف تراجع أسعار النفط، فقد أعلن أمس، الرئيس الإكوادوري، رافاييل، أنه سيدعو إلى قمة لرؤساء الدول الأعضاء في منظمة أوبيك، مشيرا إلى أنه إذا كانت الأسعار النفطية القياسية المسجلة في جويلية الماضي والتي بلغت 147 دولار للبرميل كانت اصطناعية، فإن الأسعار الحالية تعد أيضا اصطناعية. وأكد رافاييل أنه إذا لم تتم معالجة المشكلة في الاجتماع المقبل المقرر عقده في الجزائر، فإن الإكوادور مصممة على استضافة قمة لرؤساء الدول لمنع تدهور الأسعار التي فقدت أزيد من 100 دولار للبرميل منذ جويلية الماضي. يذكر أن الأسعار إنزلقت من جديد في بداية الأسبوع الجاري متأثرة بعدة عوامل أهمها الإعلانات المتتالية حول تراجع مستويات النمو في بعض الدول المتقدمة وتباطؤ الطلب على النفط وارتفاع المخزون منه، فضلا عن قرار أوبيك الإبقاء على نفس إنتاج المنظمة في اجتماعها التشاوري الأخير بالقاهرة نهاية الشهر الماضي.في اجتماع الجزائر المقرر في ال17 من الشهر الجاري من المحتمل جدا أن يعلن عن تخفيض آخر في الانتاج، ولكن هذه المرة قد يكون بكمية هامة وغير متوقعة على حد الرسالة القوية التي أرادت المنظمة إرسالها إلى الأسواق النفطية، عندما وعدتها بقرارات مفاجئة لعلها تكون الجامح لتراجع أصبح يشكل مصدر قلق وإزعاج لجميع الأعضاء في الأوبيك المتشددين والمعتدلين وغيرهم. ------------------------------------------------------------------------ سلوى روابحية