يعقد غدا الاجتماع ال 67 للجنة المتابعة لمنظمة الدول المتصدرة للنفط (اوبيك) في الجزائر لدراسة وضعية السوق النفطية الدولية واخر التطورات على مستوى الاسعار ومدى تأثرها بالوضع الاقتصادي العالمي الذي لا يزال متسما بركود شبه عام. وتنحصر مهمة لجنة المتابعة التي تم انشاؤها قبل 15 سنة في مراقبة انتاج النفط وصادرات الدول الاعضاء في المنظمة، وستوكل لها متابعة مدى احترام الاعضاء في الاوبيك لقرار الخفض الذي اتخذ في 24 اكتوبر الماضي بمليون ونصف المليون برميل في اليوم، قصد التأثير على اسعار النفط التي لم تتوقف عن تسجيل انزلاقات متتالية يتخللها في احيان قليلة جدا نوعا من التحسن المؤقت، ويأتي اجتماع لجنة المتابعة لاوبيك عشية اللقاء الهام الاستثنائي للمنظمة المقرر عقده هذا الاربعاء بمدينة وهران غرب العاصمة، ويحضره الى جانب البلدان ال 13 الاعضاء في المنظمة دولا اخرى منتجة للنفط، ولكن خارج اوبيك وفي مقدمتهم روسيا بوفد تمثيلي رفيع المستو ى في اشارة واضحة الى عزم هذا العملاق العائد من بعيد المشاركة في اتخاذ قرار خفض آخر محتمل جدا ان تتخذه اوبيك في اجتماعها بوهران، وذلك استنادا الى تصريح السيد شكيب خليل رئيس المنظمة الذي اوضح فيه اتخاذ اوبيك لخطوة وصفها بالاكثر اهمية من تلك التي تم اتخاذها في اكتوبر الماضي، مما يعني ان سقف الخفض قد يزيد عن مليون ونصف المليون برميل ان لم يتعداه بكثير، لا سيما وان المنظمة ذاتها سبق لها وان دعت السوق النفطية الى انتظار قرارات وصفتها بالمفاجئة في اجتماع هذا الاربعاء بعاصمة الغرب الجزائري. وكان وزير الطاقة والمناجم قد اعلن في وقت سابق ان اللقاء القادم سيكون فرصة لمراجعة حجم المعروض من الخام في ظل بقاء الاسعار في مستوى منخفض، لكن في حالة ارتفاعها عن مستوى 60 دولارا للبرميل، فان مسألة الخفض تبقى مرتبطة بأخر التطورات والقرارات المستقبلية المحتملة على المدى المتوسط. وامام التهاوي المتواصل لاسعار النفط، فان كل الانظار ولا سيما من قبل كبار منتجي النفط تتجه الى لقاء وهران الذي يعول عليه كثيرا لاعادة التوازن الى الاسعار، خاصة وان دولا غير عضوة في الاوبيك اعلنت عن مشاركتها في هذا اللقاء مثل سوريا وعمان واذربيجان وروسيا، هذه الاخيرة عازمة على الرمي بكل ثقلها في اتجاه سحب المزيد من المعروض النفطي للتأثير على الاسعار، كما لم تستبعد احتمال اللجوء الى مزيد من التنسيق مع المنظمة، مما فسره البعض برغبة روسيا في الانظمام الى اوبيك في ظرف حرج وحساس، باتت فيه مصالح الدول المنتجة مهددة، بعد التراجع الهام في ايرادات النفط منذ جويلية الماضي. يذكر ان وزير الطاقة والمناجم اعلن اول امس انه تم التوصل الى اجماع بين مختلف اطراف المنظمة على خفض مهم في الانتاج دون ان يحدد حجم الخفض الذي يفترض الاعلان عنه في اجتماع وهران. ------------------------------------------------------------------------