من المقرر أن تعقد اليوم الدول الأعضاء في منظمة أوبيك لقاء تشاوريا على هامش اجتماع الدول العربية المنتجة للنفظ أوبيك بالقاهرة لبحث تطورات السوق النفطية على ضوء التراجع المستمر في أسعار النفط الذي لم يتوقف رغم بعض التحسن الطفيف جدا من حين لآخر. وإن كان بعض الأعضاء في أوبيك يأملون بل يدعون الى بحث مسألة تخفيض آخر في الانتاج، فإن دولا في المنظمة تبدو أنها غير متحمسة لمثل هذه الدعوة، داعية الى إرجاء ذلك، مما دفع برئيس المنظمة والوزير الجزائري للطاقة والمناجم السيد شكيب خليل الى استبعاد احتمال اتخاذ قرار آخر للتخفيض، رغم قناعته بضرورة سحب المزيد من الفائض في معروض النفط في السوق الدولية بسبب تراجع الطلب المتزايد على الخام، حيث أشار في مطلع الأسبوع الماضي الى أن اجتماع القاهرة سيكون تشاوريا لصياغة توصيات لاجتماع أوبيك المقرر عقده في مدينة وهران يوم 17 ديسمبر القادم. وتؤكد مصادر من داخل المنظمة أن هذه الأخيرة قد تكتفي بدراسة وضع السوق النفطية خلال اجتماعها التشاوري في القاهرة، وقد تؤجل اتخاذ قرار خفض الانتاج الى اجتماع استثنائي في الجزائر ، بينما تلح دولا في المنظمة إلى التعجيل باتخاذ مثل هذا القرار ودخوله حيز التنفيذ قبل نهاية العام الجاري، وتقف وراء هذا الطلب كل من إيران وفنزويلا وفيينا، ومؤخرا انضمت اليها العراق التي دعت أمس الى تخفيض آخر في انتاج المنظمة للتحكم في الأسعار. وكانت المنظمة قد قدرت تخفيضا في آخر اجتماع الشهر الماضي 5,1 مليون ب.ي، غير أن هذا التخفيض لم يؤثر تماما في أسعار النفط بسبب المخاوف من وضعية الاقتصاد العالمي، ولكن أيضا بسبب عدم التزام بعض الدول في المنظمة بحصص التخفيض المقررة لكل منها. الأمر الذي دفع بمندوب إيران الدائم في المنظمة السيد محمد علي خطيبي الى توجيه انتقادات لهذه الدول لأنها تنتج النفط بكميات تزيد عن حصص انتاج أوبيك بنسبة 5 ٪، حاثا اياها بالالتزام بالحصص لإعادة الاستقرار إلى السوق، يذكر أن رئيس المنظمة ناشد الأعضاء الالتزام بالحصص الجديدة المتفق عليها لبلوغ مستوى الاستقرار في أسعار النفط بما يتناسب ومصالح الدول الأعضاء. وكانت الأسعار قد سجلت ارتفاعا طفيفا في الأيام القليلة الماضية بعد قرار الصين وهي ثاني مستهلك للنفط في العالم، خفض أسعار الفائدة التي عادة ما تدفع بالاسعار نحو الارتفاع لما تحمله من توقعات بزيادة الاستثمار، وبالتالي لتحفيز زيادة الطلب على النفط، حيث ارتفعت الأسعار الى أكثر من 52 دولار للبرميل بالنسبة للبرنت و 45,55 دولار للخام الأمريكي الخفيف. لكن عقب صدور أرقام بشأن مخزون النفط الأمريكي الذي لم يتوقف عن الارتفاع على مدى الأسابيع الماضية بسبب تراجع الطلب بنسبة 6,6 ٪ من مستوياته قبل عام، تراجعت الأسعار مرة أخرى لتصل الى حدود 53 دولارا للبرميل بالنسبة للخام الأمريكي. أسعار النفط تفقد حوالي 100 دولار مقارنة بالرقم القياسي المسجل في جويلية الماضي ل 27,147 دولار للبرميل، وتخفيضان لمنظمة اوبيك بمقدار مليوني ب.ي لم يوقفا تراجع الاسعار التي ستشهد المزيد منه قبل نهاية السنة وبداية العام القادم، فهل تأخذ المنظمة مأخذ الجد التحديات الصعبة التي تواجهها للحد من الخسائر التي تكبدتها منذ بضعة أشهر. ------------------------------------------------------------------------