سجل اتحاد العاصمة، نهاية الأسبوع الماضي، أول هزيمة له هذا الموسم بعدما سقط أمام الجار رائد القبة في المقابلة التي جمعتهما بملعب ''عمر حمادي'' ببولوغين، وهي النتيجة التي كانت مفاجئة بالنسبة لكل عشاق ''الأحمر والأسود''، بالنظر إلى المسيرة الموفقة للاتحاد هذا الموسم، حيث كان رفاق عمور أدوا قبل ذلك مشوارا طيبا جعل منهم الفريق الوحيد الذي لم يتذوق طعم الهزيمة رغم مرور 14 جولة عن بداية الموسم، واقتراب نهاية مرحلة الذهاب التي لم يعد يفصلنا عنها سوى جولة واحدة. هزيمة أولى وغير عادية وقد جاءت هذه الهزيمة المفاجئة لتوقف مسيرة الاتحاد الطيبة عند الجولة ,11 حيث سجل الفريق هذا الموسم بقيادة المدرب الأرجنتيني أوسكار فيلوني مشوارا طيبا تخللته أربعة انتصارات و7 تعادلات جمع على إثرها 19 نقطة، وهو ما سمح به بتنشيط الأدوار الأولى رغم تغير تشكيلته بنسبة كبيرة بعد اعتماد الإدارة على سياسة التشبيب. ولم تكن الهزيمة الأولى للاتحاد، هذا الموسم عادية بالنسبة لأنصاره، لأن الفريق كان قد صمد أمام كل الفرق، بما في ذلك تلك المرشحة للعب الأدوار الأولى على غرار وفاق سطيف، ليسقط في الأخير أمام فريق لم يكن أكبر المتفائلين في صفوفه يظن أنه بإمكانه إحداث المفاجأة والعودة بنقاط الفوز من ملعب بولوغين الذي عجزت فيه كل الفرق عن الإطاحة بالاتحاد، خاصة وأن الرائد عاد مؤخرا فقط إلى حظيرة القسم الأول، ويضم في صفوفه عددا كبيرا من الشبان الذين يفتقدون للخبرة اللازمة، كما أن ما حز أكثر في نفوس عشاق الاتحاد، هو أن الهزيمة جاءت داخل القواعد وفي مباراة محلية، وهو مازاد من وقع الصدمة التي كانت كبيرة بالنسبة لهم، لأن الهزيمة لو كانت خارج الديار وأمام منافس قوي جدا كوفاق سطيف، أولمبي الشلف أو شبيبة بجاية لكان تأثيرها أخف. الإتحاد يتراجع إلى المركز السابع ولم تكن الهزيمة الأخيرة أمام رائد القبة قاسية بالنسبة للأنصار فقط، بل انعكست كذلك على وضعية الفريق ككل، حيث كلفت هذه النتيجة غير المنتظرة الفريق تضييع ثلاث نقاط ثمينة، كانت الإدارة قد أدرجتها في حساباتها قبل نهاية مرحلة الذهاب، وهو ما أخلط أوراق المدرب فيلوني، خاصة وأن الاتحاد تراجع إلى المركز السابع برصيد 19 نقطة في الترتيب العام، بعد ما كان ضمن كوكبة المقدمة طيلة الموسم، وهو ما من شأنه أن يدخل الشك في نفوس لاعبي الاتحاد الذين يفتقد معظمهم للخبرة اللازمة لمواجهة مثل هذه الفترات الحرجة، خاصة غضب الأنصار الذين لن يرضوا بتعثر آخر بعدما صدموا بسقوط فريقهم المحبوب أمام فريق حكم عليه بالفشل والعودة إلى القسم الثاني حتى قبل أن يبدأ المنافسة. هذا وقد جاء هذا التعثر ليخلط أوراق إدارة سعيد عليق، التي كانت تأمل في مواصلة التألق وانهاء مرحلة الذهاب دون هزيمة لو لم تأت الرياح عكس ما تشتهيه سفن العاصميين. ''مصائب قوم عند قوم فوائد'' ورغم أن وقع هذه الهزيمة كان مرا بالنسبة لكل الأسرة العاصمية، سواء اللاعبين، الإدارة أو الأنصار، إلا أن الواقع قد يثبت أن لهذا التعثر جوانب إيجابية أيضا، لأنه سيمكن رفاق زماموش من لعب المواجهات القادمة براحة أكبر بعدما تخلصوا من عقدة التخوف من تلقي أول هزيمة، وهو ما كان يشكل عبئا ثقيلا بالنسبة لهم، خاصة وأن معظمهم لم يسبق لهم اللعب تحت مثل هذا الضغط الشديد، الذي جعلهم لا يبرزون بكامل إمكاناتهم الجماعية والفردية. كما أن أشبال المدرب فيلوني سيدخلون المواجهات القادمة بعزيمة أكثر قصد تعويض هذه الخسارة وردّ الإعتبار لأنفسهم ولأنصارهم بعدما حفظوا الدرس جيدا، خاصة وأن بعض الأطراف أرجعت الهزيمة أمام القبة إلى الغرور واستصغار المنافس. ------------------------------------------------------------------------