أكّد لنا رابح سعدان، الناخب الوطني السابق أنّ مجموعة الجزائر متوازنة من ناحية الإمكانيات الموجودة بين الفرق الأربعة ما يعني أن الجميع مرشح للتأهل إلى الدور الثاني، ولهذا فإنّ الخضر أمام فرصة فرض تواجدهم من خلال التحضير الجيد لتحقيق نتائج إيجابية رغم صعوبة المهمة في مثل هذه المنافسة التي تلعب في المستوى العالي . ❊ الشعب: ما هو تعليقكم على مجموعة الفريق الوطني؟ ❊❊ رابح سعدان: المجموعة التي يتواجد فيها المنتخب الوطني متوازنة وكل الفرق مرشحة للتأهل إلى الدور الثاني لأن الإمكانيات شبه متقاربة والذي يعرف كيف يحصل نتائج إيجابية هو الذي سينجح في المهمة. ❊ هل المنتخب الوطني يملك حظوظا لبلوغ الدور الثاني؟ ❊❊ كل شيء ممكن خلال المونديال لأن الفرق التي تأهلت لدور المجموعات هي الأفضل في العالم والجزائر تتواجد معها، ولهذا يصعب التكهن بالنتائج في الوقت الحالي وكل شيء ممكن مثلما سبق أن قلت خاصة أن بلجيكا كشفت عن مستوى رائع خلال التصفيات نفس الشيء مع كوريا، وهذا الأخير بدأ العمل منذ سنوات قليلة بالمقارنة معنا إلا أنهم حاضرين بقوة خلال 8 مرات على التوالي. ❊ لكن بحكم تجربتكم بإمكانكم تقييم مستوى الفريق الوطني في الوقت الحالي؟ ❊❊ لدينا فريق يملك إمكانيات فردية لكن يجب أن نكون واقعيين في تطلعاتنا لأن المشاركة في المونديال تتطلب جاهزية كبير، ولهذا فإن الفريق ينتظره عمل كبير في الفترة القادمة وأتمنى له التأهل إلى الدور الثاني من أجل إسعاد الجمهور الجزائري الذي سيتابع المنافسة. ❊ ما هي النقاط التي يجب أن يركّز عليها المدرب من أجل تحقيق نتائج إيجابية في هذه المنافسة؟ ❊❊ أعتقد أنّه أدرى منّي بما يجب أن يقوم به لأنه يعرف جيدا قدرات اللاعبين، ولهذا عليه أن يختار العناصر التي تكون أفضل جاهزية من الناحية البدنية، إضافة إلى التركيز على الجانب البسيكولوجي لأنه يلعب دور كبير في مثل هذه المنافسة لتسيير المباريات في الدور الأول. ❊ ما هو تقييمكم لمستوى اللاعب المحلي في المنتخب؟ ❊❊ هناك بعض العناصر تملك الإمكانيات التي تسمح لها بحمل ألوان الفريق الوطني على غرار سوداني وسليماني من خلال العمل بكل جدّ، إضافة إلى أنّهم يتنقلون إلى البطولات الخارجية من أجل تطوير مستواهم أكثر في المستقبل، وهذا أمر إيجابي يسمح لهم بالتألق في المستقبل بما أن مستوى البطولة ضعيف في الوقت الحالي. ❊ وما هي الحلول التي ترونها مناسبة من أجل إعادة الكرة الجزائرية إلى المستوى العالي؟ ❊❊ المشكل المطروح في الوقت الحالي هو غياب المنشآت الرياضية التي تساعد المؤطرين والمدربين على تطبيق مجال الاحتراف الحقيقي، من خلال التكوين بداية من الأصناف الصغرى وصولا إلى الأكابر بهدف تحضير الخلف في مختلف المستويات وكل الرياضات من خلال الاستقرار. ❊ هل لكم أن توضّحوا لنا أكثر؟ ❊❊ الاستقرار مهم جدا في عملية بناء النوادي من أجل فرض العمل الجماعي من خلال وضع الثقة التامة في الطاقم المشرف على الفريق بهدف العمل على المدى البعيد، وهذا ما يؤدي إلى تحقيق نتائج إيجابية مع مرور الوقت، إضافة إلى التركيز على الطب الرياضي الذي يعد طرف في المعادلة. ❊ ماذا تقصدون؟ ❊❊ في السبعينات كان هناك اهتمام كبير بجانب الطب الرياضي، إلى درجة أن الأفارقة و العرب كانوا يأتون من أجل الاستفادة من تجربتنا في هذا المجال الذي يعد أساسيا من أجل النجاح في كل الرياضات من خلال توفير العلاج والتأهيل الضروري للرياضيين، لكن في الوقت الحالي تراجعت الأمور ما أثّر على النتائج بصفة مباشرة لأن كل الأمور مرتبطة مع بعضها. ❊ ما هي الحلول التي ترونها مناسبة لتدارك الوضع؟ ❊❊ يجب أن نعيد النظر في كل الأمور المتعلق بالرياضة من كل النواحي من أجل العودة إلى الطريق من خلال وضع إستراتيجية صحيحة نقوم عليها في المستقبل من الناحية التنظيمية، وإعطاء الأولوية للتكوين في الأصناف الصغرى لأننا نملك الإمكانيات البشرية لكن نفتقر للمنشآت و فتح المدارس في مختلف أرجاء الوطن لكي نعود إلى السكة لأن البطولة هي خزان المنتخب. ❊ هل هذه الفكرة تنطبق على البطولة الجزائرية حاليا؟ ❊❊ في سنوات الثمانينات كانت البطولة الوطنية هي الممول الرئيسي للمنتخب لأن الأندية كانت محترفة و كانت تنجب لاعبين في المستوى العالمي بما هو موجود في الخارج، وهذا ما يساعد المدرب على برمجة أكبر عدد من التربصات بما أنه يتحكم في الأمور عكس ما هو حاصل حاليا. ❊ ماذا تقصدون؟ ❊❊ لما يكون المنتخب متكون من لاعبين محليين يستطيع المدرب أن يجمع اللاعبين في الوقت الذي يراه مناسب وهذا يضمن الانسجام واللعب الجماعي، دون انتظار تواريخ الفيفا المتباعدة جدا التي لا تكفي من أجل العمل بالمستوى المطلوب خاصة عندما يتعلق الأمر بالمونديال، وهنا يكمن المشكل الحقيقي للفريق الوطني. ❊ كيف يمكن لنا أن نتجاوز هذه الأمور؟ ❊❊ علينا أن نعود إلى الطريقة التي كانت خلال السبعينات أين كانت هناك إصلاحات شاملة ساهمت في تحقيق نتائج إيجابية من خلال تأهلنا مرتين على التوالي للمونديال وعدة مرات لكأس إفريقيا، حيث فزنا باللقب الوحيد في ال 1990 وخمس مرات بطل إفريقيا في كرة اليد على التوالي، وغيرها من التتويجات في الاختصاصات الأخرى كانت ناتجة عن عمل كبير.