يعتبر أدب المهجر قيمة مضافة للثقافة المحلية والإبداع الفكري، خاصة من خلال قدرة الأدباء والشعراء والرواة على التجديد، ونقل تجاربهم الخاصة في البلدان الأجنبية التي يعيشون بها. وكانت وزيرة الثقافة خليدة تومي لدى استقبالها ل "قافلة الحرية" المشكّلة من أبناء الجزائريين في المهجر في وقت سابق بقصر الثقافة، قد دعت إلى التواصل مع الوطن الأم في المجال الثقافي، من خلال تقديم إبداعاتهم في مجال السينما والمسرح ومختلف الفنون والنشاطات الفكرية في سياق تطوير الثقافة الوطنية والتعريف بها والتفتح على العالمية. ووعدت الوزيرة بتقديم كل الدعم والتشجيع لجميع المبادرات دون استثناء، خاصة في ظل القدرات الكبيرة التي أبرزها الجزائريون في الخارج وفي مختلف المجالات، لا سيما في مجال كتابة السيناريو التي صنعت نجاحات الكثير من المخرجين السينمائيين، وسجّلوا حضورهم في كبرى التظاهرات العالمية. وتسعى الجزائر من خلال إعادة بعث مختلف المراكز الثقافية بالخارج على غرار المركز الثقافي الجزائري بباريس لاستقطاب القدرات الإبداعية للمغتربين، والذين فضّلوا المهجر للاستقرار. وبرز أدب المهجر في أواخر القرن ال 19 في أوروبا وخاصة بالأندلس وبدايات القرن العشرين، حيث هاجر العديد من الأدباء والشعراء من لبنان وسوريا، على غرار جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضي إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وشكّلوا بنيويورك في 1920 الرابطة القلمية التي ضمت النخبة العربية المتواجدة في المهجر، وساهمت بقسط كبير في إدخال مظاهر التجديد والإبداع على الأدب والشعر والنقد. وقد تألّق العديد من المبدعين الجزائريين على غرار أحلام مستغانمي التي اختارت لبنان لنشر إبداعاتها، وهو ما منح قيمة مضافة للثقافة الجزائرية التي اكتسحت المشرق العربي بقوة، وكسّرت تلك النظرة التي كانت تروج عن النخبة الجزائرية بأنها تستطيع الكتابة فقط بلغة فولتير. كما لقيت روايات واسيني الأعرج رواجا كبيرا في مختلف البلدان العربية وخاصة الأردن، مثلما اطلعنا عليه في إحدى الزيارات لهذا البلد الذي وجد في الكتابات الجزائرية ملاذه.