شهدت دار الثقافة «مولود معمري» بتيزي وزو، تكريم الفنان القبائلي الراحل « آيت مسلاين»، بحضور الأسرة الفنية والثقافية، إلى جانب أفراد عائلته وأصدقائه،الذين ثمنوا خلال شهاداتهم المجهودات الجبارة التي قدمها الفنان الراحل، خلال مشواره الفني لتطوير الأغنية القبائلية. أعدت مديرية الثقافة بالتنسيق مع قرية «آيت مسلاين»، نشاطات ثقافية مختلفة حول الفنان القبائلي الراحل «آيت مسلاين» الذي نحت إسمه ضمن ألمع وأبرز نجوم الأغنية القبائلية الملتزمة، حيث نظم في هذا الشأن معرض يشمل صوره، ومقالات صحفية نشرت حول عميد الأغنية القبائلية، حيث شهد المعرض توافدا كبيرا لجمهور الولاية لاكتشاف هذه الشخصية الفنية البارزة. وخلال حفل الافتتاح أكد الفنان «رابح افرحات» أن «آيت مسلاين» كان من المبدعين والمطورين للأغنية الأمازيغية، وقد كان من الفنانين الذين يولون أهمية قصوى للكلمات المعبرة والملتزمة، إلى جانب الموسيقى الدافئة والهادئة، فهو مدرسة عريقة، مشيرا إلى أن أول لقاء جمعه بالراحل كان سنة 1970 في حفل فني بمدينة «الأربعاء نآيت اراثن»، أين منح له فرصة مقابلة الجمهور والغناء لأول مرة، وهو ما شجعه على اقتحام مجال الفن. وأشار إلى أن «آيت مسلاين» قبل رحيله لازم فراش المرض وعانى كثيرا، «وقد أثرت في نفسي حالته الصحية، خاصة وأنه لم يجد يد المساعدة من طرف السلطات حينها، وبقي يعاني إلى أن فارق الحياة، ما ولد في نفسي منذ ذلك الوقت غريزة الدفاع عن حقوق الفنانين»، يضيف المتحدث. من جهته الفنان «الحسنواى امشطوح» اعتبر «آيت مسلاين» من أعمدة الأغنية والفن الجزائري، وأعماله إرث ثقافي لابد من الحرص عليه، داعيا الشباب لمن يرغب في اقتحام مجال الفن الاستماع لجل الأغاني التي أنتجها الفنان، إن أراد أن يكون من الأسماء الخالدة للفن القبائلي. لتختتم هذه التظاهرة الثقافية بحفل فني من إحياء نخبة من الفنانين بقاعة الحفلات لدار الثقافة مولود معمري، على غرار الحسناوي امشطوح، واعزيب محند امزيان.. وغيرهم، وهو الحفل الذي سجل توافدا كبيرا للجمهور من محبي الفنان الراحل «آيت مسلاين»، ليتم تقديم هدايا رمزية لأفراد عائلته تكريما وتخليدا للذكرى ال13 على وفاته، وكما تم وضع إكليل من الزهور على قبره المتواجد بمسقط رأسه بقرية آيت مسلآين بلدية اقبيل. وتجدر الإشارة أن الفنان ابن «حمدوش ادير» والملقب «بادير آيت مسلاين» نسبة إلى قريته، من مواليد الثالث من نوفمبر 1944 بقرية آيت مسلاين، بلدية اقبيل دائرة عين الحمام، اقتحم مجال الفن منذ أن كان طفلا صغيرا، ليطور موهبته لينتقل إلى اكمالية عين الحمام، حيث أعجب أصدقائه بصوته وغنائه، وتغني بعدة مواضيع تتعلق بالمرأة، السياسة، الوطن، والثقافة، كما تطرق في أغانيه إلى المشاكل اجتماعية التي كان سكان منطقة القبائل يتخبطون فيها في ذلك الوقت، بسبب ويلات الحرب والاستعمار. وكان الفنان الراحل متأثرا بالقصائد الشعرية للشيخين «سي محند والحسين» و»سي محند امحند»، وعمل مع كبار الشعراء والفنانين، أمثال بلحنافي، كمال حمادي، ومن بين أغانيه المعروفة أغنية «الموس ثغادرث ايغر ثبيض يما» بمعنى «أيتها الموت الغدارة لماذا أخذتي أمي»، وأغنية «الحق يموث والباطل ازقل ثامورث» أو «الحق مات والباطل غمر البلاد» وغيرها، ليفارق الحياة اثر مرض عضال بتاريخ 21 ديسمبر 2000 تاركا ورائه رصيدا فنيا كبيرا.