تكرم يومي 17 و18 من الشهر الجاري دار الثقافة مولود معمري بولاية تيزي وزو الفنان الحسناوي امشطوح تقديرا له واعترافا لما قدمه للأغنية الامازيغية . وقد تم بالمناسبة تسطير برنامج هام يستهل بتنظيم معرض للصور وقصاصات الجرائد ببهو دار الثقافة ، و عرض فيلم عن الفنان الذي خرج من معطف المرحوم الشيخ الحسناوي. كما ينتظر أن ينشط في نفس اليوم بالمسرح الصغير الأستاذ عبد النور عبد السلام لقاء مفتوحا مع الحسناوي امشطوح ،وتقديم شهادات حية عنه من طرف العديد من رفقائه. بالإضافة إلى تنظيم حفل تكريمي كبير مساء يوم الجمعة القادم بقاعة الحفلات بحضور عائلته الصغيرة والفنية. و الفنان الراحل الحسناوي امشطوح و اسمه الحقيقي " مجيد أيت رحمان" كان تقمصه لشخصية الشيخ " الحسناوي" الحقيقي بمحض الصدفة، حيث انه خلال بدايته الفنية كان يؤدي طابع الشعبي الذي ذاع صيته في أوساط المجتمع العاصمي، فغنى عن الغربة، عن حب الوطن، عن الحقرة وغيرها من مواضيع الساعة . وبعد أدائه للعديد من الحفلات الفنية تقدم إليه بعض الفنانين و اقترحوا عليه تغيير اسمه لأن صوته كان يشبه إلى درجة الالتباس صوت الشيخ الراحل الحسناوي، ذلك العملاق الكبير الذي أثرى الأغنية الأمازيغية بروائعه المميزة ، و الذي غادر أرض الوطن عام 1936 . اقتنع فيما بعد أن " شيخ بلا شيخ ما هو شيخ" و أول أغنية أداها للشيخ هي " أموبارناس" و " زهية" ليصبح اسمه الفني الحسناوي أمشطوح . عشقه الشديد لآلة العود دفعه لولوج عالم الغناء من بابه الواسع حيث وجد في شيخ الأغنية القبائلية الشيخ الحسناوي مدرسة نهل منها قواعد هذا الفن الأصيل فراح يعيد أغانيه ويقلد صوته. وفي سنوات الثمانينات ذهب إلى فرنسا لتسجيل ما كنا نسميه ب " 33 تور" باستديو أزواو، و هناك قرر زيارة المرحوم شيخ الحسناوي ، حيث طلب منه الموافقة على اختياريه لإعادة تسجيل أغانيه بصوته، و كان الشيخ أنذاك لا يستقبل أي كان، لكنه عمل المستحيل حتى التقى به، و شرح له وجهت نظره، فرحب بها، و أجمل كلمة قالها له بالحرف الواحد" يا بني لقد اعتقدت أنني أصبحت إنسانا منسيا، و أنه لا أحد من الجزائر مازال يذكرني". الحسناوي امشطوح ولج العالم الفني لأنه فعلا كان مولع بالفن و الثقافة خاصة التراث الجزائري الأصيل و الذي يمثل كل طبوع الجزائر العميقة دون استثناء، واكتفى بالعمل في محله المتواضع بشارع 5 جويلية بباب الزوار بالعاصمة، حيث كان يسترزق من عمله كخياط ، على الرغم من أنه كان لا يجنى منه إلا القليل. و قد تخرج من مدرسة ألحان و شباب التي كانت تذيعها القناة الثانية" إشناين أوزكا" عام1975 ، ليبدأ مشواره الفني في نفس السنة في جمعية " لالجيري لفلان" وهي تهتم بشؤون المسرح و الفن الشعبي الأصيل، أحيا عدة أفراح و تمتع ب" قعدات زمان" ثم عمل " 45 تور" مع الراحل «محبوباتي».