في خطوة وصفها الفنان المعني بالقيمة، ورأى أنها أحيته مجددا بعدما (دفن حيا بالعالية) على حد قوله، نظمت مديرية الثقافة بولاية تيزي وزو تكريما للفنان (الحسناوي أمشطوح) بحضور عدد من الفنانين ومحبيه الذين لبوا دعوة تكريم خليفة الراحل الشيخ الحسناوي الذي أخذ منه الصوت قبل الاسم نظرا للتشابه الكبير بينهما· الفنان تأثر كثيرا بالمبادرة وكذا بحضور الجمهور الغفير لقاعة الحفلات بدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو، أين وقف على حقيقة مكانته في قلوب محبيه والساحة الفنية القبائلية والوطنية، وذكر أنه كان منسيا في السنوات الأخيرة إذ لم يتلق أي اهتمام أو سؤال من الجهات الفنية· وقدم شكره الخالص لمدير الثقافة بتيزي وزو بخصوص الالتفاتة الطيبة وتكريم الفنان في حياته والعرفان بعطائه قبل مماته، متأسفا لوضع الفنان الجزائري الذي يكون قمة في العطاء وبمجرد مرضه وتقدمه في السن يدخل طي النسيان ويقضي بقية أيامه مهمشا ليرحل في صمت متأثرا بالمرض والمشاكل الاجتماعية التي يحياها بعد الانقطاع عن الغناء، حيث ينقطع عنه المسؤول ويطالهم التهميش· لتتحرك كل الجهات بمجرد أن توافيه المنية· ودعا الحسناوي أمشطوح إلى الرقي بإجراءات حماية حقوق الفنان، ومكافحة القرصنة وغيرها من الأمور التي تحطم الفنان وتعبث بفنه خاصة وأن هذا الأخير لم يرق بعد ليكون مهنة تضمن معيشة صاحبها وبقائها في قوقعة الهواية· وقد تم تنشيط حفل فني ضخم شاركت فيه عدة أوجه فنية معروفة وكذا أصدقاء ومقربي الفنان على غرار واعزيب محند أمزيان، رابح أوفرحاث، طاهر رابح، طاووس، وأشاد هؤلاء بخصال الحسناوي أمشطوح ومواصلته لمشوار الشيخ الحسناوي بكل أمانة، حيث أعاد أغلب أغانيه نظرا للتشابه الكبير بينهما في القدرات الصوتية· وقد برمجت خلال المناسبة التي احتضنتها دار الثقافة على مدار يومين محاضرة ألقاها الأستاذ الصحفي (عبد النور عبد السلام) حول حياته ومسيرته الفنية· وللإشارة فإن الحسناوي زمشطوح من مواليد 17 مارس 1953 بمنطقة زاكنون الواقعة بأعالي واسيف بتيزي وزو واسمه الحقيقي (آيت رحمون مجيد) عرف في الساحة الفنية بالحسناوي أمشطوح، أي الحسناوي الصغير نظرا لوجود المرحوم الشيخ الحسناوي الذي يعد أحد أعمدة الأغنية القبائلية، تلقى تعليمه بدائرة ذراع الميزان لدى جده، ليلتحق بعدها بوالده بالقصبة ويترك نهائيا دراسته وتلقى تكوينا في الخياطة التي اتخذها مهنة يعيش منها ويمارس الفن كهواية ولدت معه وروضها بعد الكبر· وكانت إطلالته الفنية الأولى سنة 1975 في حصة (اغناين ازكا) للأسطورة الراحل (شريف خدام) وأصدر أول شريط له سنة 1976 عن الغربة والمعاناة يحمل عنوان (زهية) من كلماته وتلحينه، وإنتاج الفنان الراحل محبوباتي، وبعد هذا الشريط أصبح يعرف باسم الشيخ (الحسناوي الصغير)·