يواصل الشاعر والكاتب يحيى حدوش صاحب ال 88 سنة طرقه باب النشر حتى يجنب ما أسال حبره البقاء ضمن طيات الصفحات والأوراق التي لجأ إليها في وقت تفجرت فيه كلمات كانت إما وليدة المناسبات أو حاملة لأهات مجتمع دخل دوامة العصر والأحداث التي ميزت تلك الفترة. اعتمد حدوش على اللغة الأمازيغية في الكتابة ونظم اشعاره، الا انه لم ينس لغته الأم لغة الضاد، حيث عبّر بها في بعض كتاباته التي نشرت او لم تنشر، والتي كانت في معظمها تعكس الحب الكبير لهذا الشيخ المثقف لبلاده وغيرته على شخصيته الإسلامية العربية الأمازيغية. لم يمنعه سنه المتقدم "88 سنة" من الإبداع والكتابة، حيث ما يزال الى اليوم، حسب ما اكده ل "الشعب" في زيارة قادته الى مقرها، ما يعكس حبه لهذا العالم الثقافي والأدبي الذي يدخل ضمن الإرث والزخم الإبداعي للجزائر، لتراوده في هذا العمر رغبة قاتلة لجمع كل كتاباته سواء تعلق الأمر بما نشر او تلك التي تبقى محتفظة عنده لم يسعفها الحظ لرؤية النور والخروج في اصدار ضمن منشورات دور نشر او مؤسسات اخرى ، اضافة الى كتابات تولد من يوم الى آخر ناتجة عن اصرار كاتب على الإمساك بالقلم وتحقيق الشيء الإيجابي الذي يزيد زخم الثراء الأدبي والثقافي والوطني. ولم تتوقف رغبة حدوش، حسب تصريحه ل«الشعب" عند اصدار مؤلف يضم كتاباته فحسب، وإنما تعدتها الى ارفاق هذا الإصدار بترجمة لما ابدعه باللغة الامازيغية الى العربية، وكان له اتصال مع عبد القادر عبدي لتحقيق ذلك، خاصة وانه اعتمد عليه في روايته الأخيرة "الشيخ وسبع بناته"، هذا الأخير الذي تكفل به الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة. يحتفظ الشاعر والكاتب يحيى حدوش ضمن حقيبته الثقافية التي انتجها ثلاث إصدارات، أولها مؤلف من اصدرارات الجمعية الثقافية الجاحظية في سنوات كان على رأسها الروائي الكبير الطاهر وطار رحمه الله، وثانيها ديوان شعري ضمن منشورات الآمال ليكون ثالثها رواية "الشيخ وسبع بناته"، والتي، حسبه، لم يتحصل من وراءها على حقوق النشر، الا ان فرحته لخروجها الى الضوء كانت اكبر من الربح والمادة.