عاد الهدوء إلى بعض المناطق المتوترة بغرداية بعد أحداث العنف التي شهدتها المنطقة.. لكن لازالت أحياء أخرى عرضة للاضطرابات في اليوم الخامس على التوالي، حيث شهدت أعمال عنف أمس توسعا لتصل إلى مناطق أخرى بعد امتدادها إلى حي عوقبة وحي باحماني وحي بابا السعد وحي الشعبة وحي العين وحي توزوز والضاية بن ضحوة. يأتي ذلك بعدما كانت تقتصر على أحياء قدماء المجاهدين وحي سالمو عيسى المنبع الأول للشرارة تلته أحياء الحاج مسعود وحي الثنية ومرماد. الإنزلاقات التي تشهدها المدينة لأول مرة منذ عقود مضت في ظل جهل العديد من السكان من المتسبب الحقيقي فيها، ورمي الكرة في ملعب كل حي وشارع. وإذا كانت قوات الأمن الوطني المعززة بعناصر مكافحة الشغب من عدة ولايات ووحدات مختلفة التدريب لم تتمكن من بسط سيطرتها في البداية نظرا للطابع العمراني بالمنطقة والأزقة الضيقة بحي قدماء المجاهدين، إلا أنها بدأت تغير من إستراتيجيتها لضبط الأمن في كل مكان كما أن تقارب منازل الفرقاء تسبب في خراب كبير نتجت عنه خسائر مادية معتبرة. قوات الدرك الوطني تطوق عدة مناطق وتحذر تدخلت قوات الدرك الوطني في مختلف حدود الأحياء التي يقطنها الفرقاء بعد مناشدة العشرات من المواطنين لتدخل قوات الجيش الوطني الشعبي بعد تزايد وتيرة العنف التي خلفت إصابة المئات بجروح متفاوتة الخطورة. وانسحبت قوات مكافحة الشغب من بعض المناطق واكتفت بتطويق الأحياء التي تحاول أطراف خفية تأجيج الوضع فيها لغايات عدة، وقامت بحماية الممتلكات من الخراب والحرق والسرقة ساعية للتنسيق بينها وبين قوات الدرك الوطني لإعادة الهدوء. كما حذرت قوات الدرك الوطني أنها ستتعامل بكل حزم وقوة لردع بؤر التوتر مناشدة شباب الاحياء بالتزام مساكنهم قبل الانطلاق في عملية الوقف الهادئ، بعدما تجمهرت من عدة مناطق في أكبر قاعدة عسكرية في الجنوب لقوات التدخل بمنطقة النومرات. أكثر من 40 منزلا ومحلا تتعرض للحرق كما كان متوقعا ارتفعت حصيلة الإصابات بين الشبان المتراشقين بالحجارة والقارورات الزجاجية الحارقة وقذائف المولوتوف المملوءة ببعض العيارات الحديدية، إلى مئات الجرحى نقلوا إلى عدة عيادات فيما تم تخصيص جناح بمستشفى الدكتور قضي بكير المختص في الأطفال والنساء كجناح خاص بإسعاف المرضى، ولجأت العائلات لشراء بعض الأدوية الضرورية لمختلف الإصابات خاصة وأن الأحياء مطوقة. كما شهدت الأحداث المؤسفة حرق العشرات من المنازل المتلاصقة ببعضها البعض بقارورات الغاز والزجاجات الحارقة ما أدى إلى اشتعال مجمل آثاثها، في مقابل ذلك تعرضت محلات للحرق والتخريب من طرف عصابات ملثمة، لم تتمكن المصالح من إلقاء القبض عليها كونها تستعمل خطة محكمة تمويهية. الأئمة يدعون إلى التهدئة ناشد أئمة المساجد بحي الحاج مسعود وحي الثنية وحي المجاهدين المواطنين لتهدئة النفس بعد البيان الذي قام بصياغته أئمة مساجد المدينة بين الفرقاء ونشره في مختلف المساجد. وبالموازاة مع ذلك تواصل خلايا الأزمة المشكلة في عدة مناطق التسارع لإيجاد آليات تخرج الولاية من محنتها قبل تفاقم الوضع، كما تتابع السلطات العليا في البلاد مختلف التطورات خاصة بعد الإتصالات الرسمية للوزارة الأولى والداخلية ومختلف الأجهزة مع المسؤول الأول في الولاية. إضراب يطال جميع محلات المدينة يواصل أغلب التجار إضرابهم المفتوح مطالبين بتوفير الأمن النوعي لحماية مختلف المحلات التي تعرض عدد منها للسرقة والتخريب. وقد أكد اتحاد التجار هذا الاضراب رافعا جملة من المطالب تمس الشريحة الذي قال أنها مستهدفة، مطالبا بوضع حل جذري ونهائي للصراعات والمناوشات التي يتحمل في كل مرة عاقبتها التجار، كما طالب بمتابعة ومعاقبة كل متسبب قام بالفوضى، وتعويض جميع الضحايا والتجار تعويضا عادلا وفي أقرب وقت. ومن ناحية ثانية شلت حركة المرور في عدة طرقات إلى درجة أن الفيضانات التي هزت المدينة لم تشهد مثل ما هو اليوم، في مقابل ذلك شهدت بعض الأحياء عودة الهدوء خاصة المتاخمة منها بعض فتح سوق الجمعة بحي سيدي اعباز وفتح عدد من المقاهي ومحلات المواد الغذائية.