متحف «ماما» واجهة سياحية وثقافية بامتياز تتواصل بالمتحف العمومي الوطني للفن الحديث والمعاصر، فعاليات مهرجان الجزائر الدولي ال 5 للفن الحديث، إلى غاية 30 جانفي الجاري، تحت شعار «الحفاظ على الذاكرة»، والذي يضمّ ثلاثة معارض كبرى مستقلة ومنفردة عن بعضها، تستقبلها الطوابق الثلاثة للمتحف. يتضمّن المعرض الأول أعمال الفنان أوسكار نيماير، من تصميم أندرياس هلموت روست، والذي قرّر أن يحطّ رحاله في الجزائر، لتسليط الضوء على منجزات المهندس والمصمم البرازيلي العالمي أوسكار نيمار الذي خصّه بالتكريم من خلال هذه الرؤية لأعماله الهندسية الكبرى، حيث يضمّ سجل المصمّم الهندسي البرازيلي الذي لقّب ب «الظاهرة»، أكثر من 600 معلم عمراني شهير عبر العالم، منها مساهمته في الستينيات في بناء وعصرنة العاصمة الفيدرالية «برازيليا» بالبرازيل ومبنى هيئة الأممالمتحدة، إلى جانب تصميمات أخرى بالجزائر. وتميّزت أعمال «نيماير» بإنشاء تصميمات حديثة، بدأها في حياته المهنية المعمارية في عام 1936، وأيضا تظهر اختلافات عبر الزمان وأهم خاصية هو استخدام الأشكال المختلفة والمبتكرة لأقصى درجة لصب الخرسانة، كما أعطى أوسكار نيماير أهمية للتصميمات المعمارية الخرسانية كثيرا التي أقامها بنفسه، والتي تعتبر من أهم الاستخدامات في شكل مبدع في العمارة الحديثة. وفي هذا الصدد، التقط المصور الألماني صورا لأهم الانجازات التي عرفتها الجزائر على يد المصمم أوسكار نيمار، من بينها جامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين بباب الزوار، والقاعة متعددة الرياضات البيضاوية المحاذية للمركب الأولمبي محمد بوضياف بالعاصمة وجامعة بشير منتوري بقسنطينة، فضلا عن المدرسة متعددة التقنيات للهندسة المعمارية بالعاصمة، إضافة إلى جامعة مولود معمري بتيزي وزو. حمل المعرض الثاني شعار «لمسات مخلّدة للجزائر العاصمة»، وتضم 20 صورة للمصور الأمريكي شارل شوك غرانس مارتين، والتي صوّر من خلالها ما تزخر به الجزائر العاصمة من آثار تاريخية، فضلا عن الحياة اليومية لسكانها مبرزا عاداتها وتقاليدها. وقد استلهم شارل شوك غرانس مارتين صوره، خلال زيارته إلى الجزائر في 2009، في إطار فعاليات الطبعة الثانية للمهرجان الإفريقي، حيث اكتشف مواقعها التاريخية وجمال مبانيها الأثرية، خلال تجواله عبر أزقتها ليكتشف أيضا عادات سكان العاصمة ويقرّر تخليدها في صوره. أمّا «متحف أدوات ترد الغياب» الكويتي فهو المعرض الثالث للتظاهرة، والذي يحكي عن التواجد الفلسطيني في الكويت، حيث يتضمّن تحفا نادرة ومجموعة متكونة من قطع فريدة ومجزأة تمثل ذاكرة فلسطينيو الكويت، حيث استقبلت دولة الكويت موجات كبيرة من المهاجرين الفلسطينيين في ظل دعمها لمشروع العروبة وكذلك تبنيها للقضية الفلسطينية، حيث وصل الفلسطينيون في بعثات للتدريس في الكويت. كما يبحث مشروع المتحف في خصوصية هذا الظهور الفلسطيني عبر إنتاج مجموعة من ثمان وعشرين قطعة فنية تنشد ما بهت من هذا العصر الذهبي للمجتمع الفلسطيني الكويتي وتستذكره، في ضوء ندرة الصور الجماعية والقصص والأرشيف.