يقف المهرجان الدولي الخامس للفن المعاصر ضد الغياب، من خلال ثلاثة معارض يحتضنها متحف الفن الحديث والمعاصر بالجزائر العاصمة، إلى غاية 30 يناير 2014، ويعرف مشاركة كلّ من المصور الفوتوغرافي الأمريكي، شارل جانز مارتان، والألماني، أندرياس هلمت روست، ومتحف ”أدوات ترد الغياب” الموسومة ب"مومارتا”. عن المهرجان، قال محافظه ومدير المتحف العمومي الوطني للفن الحديث والمعاصر، محمد جحيش، أنه يضم معرضين للصور الفوتوغرافية، الأول للألماني أندرياس هلمت روست وعنونه ب«نيمير بنظرة أخرى”، والثاني للأمريكي شارل مارتان ووسم معرضه ب«من أجل الجزائر”، أما متحف ”أدوات ترد الغياب” فهي معروضات لمجموعة من الفنانين أنتجت عن الجالية الفلسطينية التي كانت بالكويت، وأوضح أنّ الصور والمعروضات -كما هو ملاحظ- ليست جميلة لأنّ الفن المعاصر لا يبحث عن جمال الأشياء بل يريد جذب الناس نحو التفكير وطرح الأسئلة بغض النظر عن شكل المعروضات.وصرحت آلاء يونس، منسقة متحف أدوات ترد الغياب ”مومارتا”، ل«المساء”، بخصوص المتحف المشارك، أنه خاص بغياب تاريخ الفلسطينيين في الكويت، والمتحف رحّال ليس لديه مبنى وبدأ سنة 2012 بمتحف الفن الحديث بالكويت، ومعرضه بالجزائر يعدّ الثاني في إطار المهرجان الدولي الخامس للفن المعاصر، ويتضمّن مشاركة عدد من الفنانين من الجزائر، مصر، المغرب، المملكة المتحدة، الولاياتالمتحدة وتركيا ومن بلدان كثيرة. وأضافت أنّ المتحف يكبر في كلّ مرة يحل ضيفا على متاحف أخرى وكلّ مرة يكبر بمعروضاته وينتج أعماله وأفكاره الجديدة، وكل ما في المتحف مصنوع وفيها عنصر المبالغة أو الاستحالة، وذلك حتى تصبح لها علاقة بالذاكرة والتاريخ غير المدون للجالية الفلسطينية بالكويت بشكل خاص، وتنوّعت المعروضات واختلفت أشكالها، ويهدف المتحف أيضا، حسب آلاء، الى إعادة النظر في قراءة تاريخ الأقليات والجاليات في البلدان التي حلوا بها، والمتحف متنقل ليس له مقر ثابت. ويتصدّر مشروع ”متحف أدوات ترد الغياب” في ظلّ غياب الأشخاص والوثائق التي تتعلق بتاريخ الفلسطينيين في الكويت والذين شكلوا مجتمعا حيويا منذ وصولهم عام 1939 وحتى رحيلهم الجماعي عقب عام 1990، ويبحث المشروع في خصوصيات هذا الظهور الفلسطيني عبر إنتاج مجموعة من القطع الفنية التي تنشد ما بهت من هذا العصر الذهبي للمجتمع الفلسطيني الكويتي وتستذكره. وبخصوص معرض المصور الأمريكي ”من أجل الجزائر”، فقد جاء بعد زيارة تشارلز للجزائر مرتين، الأولى أثناء المهرجان الثقافي الإفريقي 2009، ثم جاء في العام التالي لتصوير المدينة على راحته أثناء تجواله فيها وكانت تلك المرة الثانية التي يزور فيها الجزائر، والاستقلالية في الرؤية التي تستحق الإعجاب والتقدير هي أكثر شيء كانت للنظر بمعنى أن رفضه أو تجنبه لمبدأ ”الغرائبية” والتي دائما ما يبحث عنها الزائر الغربي جعلت تشارلز يتجاهل البطاقات المعتادة ذات الاستخدام المفرط والمتكرر من خلال النظر للأمور من بوتقة الاستشراف فقط. أما معرض ”نيمير بنظرة أخرى” فالقصد منه العودة إلى المهندس نيمير الذي هندس لمبنى جامعة هواري بومدين بباب الزوار وكذلك مبنى القاعة البيضاوية بمركب محمد بوضياف، والتقط المصور أندرياس هلمت روست، في كل مجموعة صورا متغايرة لعلاقة الفنانين مع العالم الحضري الذي يعيشون فيه، فهي لا تعكس للوهلة الأولى ما هو مرئي تبرز للعيان شيئا من الوضعيات الثقافية والاجتماعية والسياسية في هذا البلد في الوقت الحاضر. يذكر أن وزيرة الثقافة، السيدة خليدة تومي، أشرفت على افتتاح المهرجان، وقامت بجولة بالمعارض ووقفت عند عدد من الصور وتلقت شروحا عن المعروضات والمقتنيات.