انطلقت، أمس، المحادثات بين طرفي الصراع بدولة جنوب السودان في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في الوقت الذي أعلن فيه جيش جوبا أنه يتقدم نحو مدينتي بور وبانتيو اللتين استولت عليهما المليشيات الموالية لرياك مشار، نائب الرئيس السابق. وبدأت الوساطة الأفريقية مشاورات منفصلة بين الوفدين تحضيرا لجولة التفاوض التي انطلقت برعاية دول مجموعة الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا "إيغاد" وبمساندةٍ من وسطاء آخرين بعد أن وصل الوفدان إلي أديس أبابا. ويرأس وفد حكومة جنوب السودان، وزير الخارجية السابق نيال دينق، بينما يرأس وفد مشار تعبان دينق الحاكم السابق لولاية الوحدة الغنية بالنفط "عاصمتها بانتيو". واتفق الجانبان مبدئيا على وقف لإطلاق النار، ولكن لم يشر أي منهما إلى موعد التنفيذ لوقف القتال الذي أدى لمقتل أكثر من ألف شخص ونزوح نحو مائتي ألف آخرين. وتهدف المفاوضات إلى وضع حد لنزاع أوقع آلاف القتلى في أكثر من 15 يوما من الاضطرابات في هذا البلد الذي انفصل عام 2011عن السودان، وينشط المتمردون فيه بصورة خاصة بمنطقته الشمالية النفطية وفي شرقه. ووصفت الولاياتالمتحدة بدء هذه المحادثات بخطوة أولى مهمة. وبدورها، اعتبرت ممثلة الأممالمتحدةبجنوب السودان هيلدا جونسون أن مجرد إرسال الوفود أمر إيجابي ودعت إلى أن تترافق المفاوضات مع عملية أكثر عمقا تتركز على المصالحة الوطنية بين الأطراف المتنازعة. وقالت مجموعة إيغاد، إن هذه المحادثات ستتناول في مرحلة أولى طريقة تنفيذ وقف إطلاق النار، ثم طريقة حل الخلافات السياسية التي قادت إلى المواجهة الحالية. كما عبر الاتحاد الأفريقي عن حزن أفريقيا وخيبة أملها لرؤية أحدث دولة في القارة تنحدر بسرعة كبيرة إلى أتون النزاعات الداخلية وحذر من حرب أهلية شاملة تكون عواقبها وخيمة على السلام والأمن والاستقرار الإقليمي. وهدد مجلس السلم والأمن في الاتحاد، بفرض عقوبات محددة الأهداف على جميع من يحرضون على العنف أو يرتكبون أعمال عنف ضد المدنيين والمقاتلين المجردين.