قرر رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت إعلان حالة الطوارئ في الولايتين اللتين تشهدان اشتباكات بين القوات الحكومية والمعارضة في الوقت الذي تستعد فيه الحكومة لمحادثات سلام مع المتمردين في أديس أبابا لإنهاء أعمال العنف المستمرة منذ أكثر من أسبوعين والتي تدفع بالبلاد إلى حرب أهلية. ومع اتساع رقعة المواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين قرر الرئيس سلفاكير فرض حالة الطوارئ في ولايتي الوحدة وجونقلي اللتين تخضع عاصمتهما في الوقت الحالي إلى سيطرة المتمردين الموالين لنائب الرئيس السابق رياك مشار والذي يتهمه كيار بالانقلاب ضده. وتمكنت القوات المتمردة من بسط سيطرتها على مدينة /بانتيو/ عاصمة ولاية الوحدة المنتجة للنفط وكذلك على مدينة /بور/ عاصمة ولاية جونقلي التي كان جيش جنوب السودان قد إعترف يوم أمس بالانسحاب من المدينة لصالح قوات مشار. ومن جهتها أكدت القوات الحكومية أنها حققت "تقدما" في ولاية الوحدة حيث تجري إشتباكات مع المتمردين مبرزين ان "قواتهم تمكنت أيضا من بسط السيطرة على مدينة /مايونغ/ بالاضافة إلى تقدمها في مناطق استراتيجية تفتح الطريق إلى حقول النفط التي سبق وأن فرض المتمردون سيطرتهم عليها". وأوضح متحدث باسم الحكومة ان فرض حالة الطوارئ سيسمح بإقالة المسؤولين الذين انضموا إلى المتمردين في تلك المناطق دون إجراء تصويت في البرلمان مبرزا انه من بين المسؤولين الذين انشقوا عن النظام والذين ينتمي اغلبهم إلى قبائل النوير نائب ولاية جونقلي. عقد محادثات السلام وسط ضغوط دولية لوقف الأعمال القتالية بالرغم من رفض المتمردين إلى حد الساعة من ايقاف أعمال العنف مؤكدين أن حركة التمرد تزحف أيضا نحو جوبا عاصمة جنوب السودان يواجه مشار ضغوطا دولية متزايدة من الدول الإقليمية والغربية للتوصل إلى إتفاق لوقف الاشتباكات. ومن المقرر أن تستضيف العاصمة الأثيوبية أديس أبابا الخميس مباحثات بين وفدي حكومة جنوب السودان والمعارضة. وقد صل يوم أمس الوفدان اللذان يمثلان كل من حكومة جنوب السودان والمتمردين إلى أديس أبابا لإجراء المحادثات التي ستتناول حسب "إيغاد" السلطة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا في المرحلة الأولى طريقة تنفيذ وقف إطلاق النار ثم طريقة حل الخلافات السياسية التي "قادت إلى المواجهة المستمرة منذ منتصف ديسمبر الماضي". ووصفت الولاياتالمتحدة راعية إستقلال جنوب السودان وداعمه الرئيسي بدء هذه المحادثات ب"أول خطوة مهمة". وكان البيت الأبيض قد أكد من قبل انه سيمنع الدعم لأي جهة تستولي بالقوة على السلطة . ورغم إنذار وجهته الدول الأعضاء في "إيغاد" إلى طرفي النزاع لوقف الأعمال العنف قبل 31 ديسمبر ما زالت المعارك مستمرة. تنديد أممي وخيبة أمل أفريقي من العنف في أحدث بلد في القارة نددت مهمة الأممالمتحدة في جنوب السودان الثلاثاء ب "الفظائع" المرتكبة من قبل الطرفين في البلاد مشيرة إلى إمكانية فتح تحقيق. وأشارت ممثلة الأممالمتحدة في البلاد هيلد جونسون إلى عمليات قتل مدنيين وأسر جنود في جوبا وبور وأيضا في ملكال عاصمة ولاية النيل الأعلى (شمال شرق). وعبر الاتحاد الأفريقي من جهته عن "حزن وخيبة أمل أفريقيا في رؤية الدولة الحديثة العهد في القارة تنحدر بسرعة كبيرة إلى أتون النزاعات الداخلية" وحذر من "حرب أهلية شاملة تكون عواقبها وخيمة على السلام والأمن والاستقرار الإقليمي". وهدد مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي بفرض "عقوبات محددة الأهداف" على جميع من "يحرضون على العنف" أو "يرتكبون أعمال عنف ضد المدنيين والمقاتلين المجردين من السلاح". ويواجه جنوب السودان شبح الحرب الأهلية منذ تفجر المواجهات المسلحة منتصف ديسمبر الماضي بين الجيش الحكومي والمتمردين بقيادة رياك مشار النائب السابق لرئيس البلاد والمتهم بمحاولة قلب نظام الحكم. وفضلا عن الخصومة السياسية القديمة بين كير ومشار يتخذ النزاع أيضا بعدا قبليا إذ أن الخصومة بين كير ومشار تستغل وتزيد من العداء بين قبيلة "الدينكا" التي ينتمي إليها كير وقبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار.