ثمن، أمس، فاروق قسنطيني، رئيس اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان، خطوات الحكومة لاحتواء الأوضاع في غرداية، مؤكدا أن تغليب الحكمة والعقل أحسن حل لطي ما حدث من خلاف بين جيران لا أكثر، قائلا «إن اجتماع الوزير الأول، عبد المالك سلال، بأعيان ولاية غرداية قد أفضى إلى نتائج منطقية من شأنها تحسين الأوضاع والتخلص من تلك الأحداث التي تعتبر مجرد سحابة صيف عابرة». حتى وإن لم يستبعد رائحة السياسة، استنادا لما حدث في بريان وغيرها من الأحداث بمختلف أنحاء الوطن، طمأن قسنطيني بأن سكان غرداية أثبتوا دائما بأنهم أصحاب حكمة ورزانة في التعامل مع مختلف الأوضاع، موضحا بأن «العنف ليس من طباع أهل المنطقة». وحذر رئيس اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان في تصريح ل»الشعب»، من استغلال بعض وسائل الإعلام الغربية الأوضاع التي تعيشها غرداية لمحاولة تهويلها ومنحها حجما أكثر مما تستحق، لحاجة في أنفسهم قائلا: «في الجزائر معظم وسائل الإعلام الأجنبية لا تنتظر إلا وقوع بعض الخلافات للتركيز عليها وتهويلها». وتسير الأحداث التي شهدتها غرداية مؤخرا إلى الإنفراج، من خلال حرص رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، على متابعة الملف شخصيا ودعوته، عبر مجلس الوزراء، أبناء المنطقة إلى ترجيح العقل وتفادي الفتنة التي تحاول الكثير من أطرافها النسف في رمادها من خلال إيهام الرأي العام بوجود مشاكل «طائفية». وتعمل السلطات حاليا على حل المشكل الذي دام أكثر من 3 أسابيع، لتفويت الفرصة على المتربصين بالمنطقة التي تعتبر مثالا في التعايش والتسامح بين مختلف الأطياف، من خلال إشراك العقلاء والأعيان في احتواء الوضع وهو ما مكّن من استرجاع الهدوء والأمن والاستقرار في خطوة أولى، قبل احتواء المشكل من جذوره وتفادي رجوعه مرة أخرى. يحدث هذا، في ظل تمكن السلطات، في وقت سابق، من احتواء الأوضاع ببريان، التي شهدت أحداثا مماثلة وهو ما يدعو إلى التحري حول من يريد إشعال نار الفتنة من غرداية.